العقيدة

الإسلام دين كل الأنبياء

هل الإســلام رسالة كل الأنبيــاء وهو الدين الذي اختاره الله لكل أهل الأرض؟

وهل بعث الله كل الانبيــاء بدين الإســلام؟ وسمي بالديانة اليهودية نسبه الى يهودا أكبر أولاد يعقوب الذي أرسل الله لهم موسى، والمسيحية سمي نسبه إلى المسيح؟ وهل معنى ذلك أن الإســلام لم يأت ببعثه الرسول محمد وإنما هو ديانة كل الانبيــاء؟ وإذا كان هكــذا فلماذا سميت اليهودية والمسيحية بالديانات السماوية؟

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد

فإن آيات القرآن الكريم ناطقة بأن الإسلام هو دين الأنبياء عليهم السلام جميعاً؛ فكل الأنبياء مسلمون ليس فيهم يهودي ولا نصراني، فالإسلام العام هو دين الأنبياء جميعاً، وحقيقة الإسلام هو الاستسلام لله بالتوحيد، والانقياد له بالطاعة، والخلوص من الشرك، واتباع لشريعة نبي ذلك الزمان، والدليل على أن الإسلام هو دين الأنبياء جميعاً:

قوله تعالى {واتل عليهم نبأ نوح إذ قال لقومه يا قوم إن كان كبر عليكم مقامي وتذكيري بآيات الله فعلى الله توكلت فأجمعوا أمركم وشركاءكم ثم لا يكن أمركم عليكم غمة ثم اقضوا إليّ ولا تنظرون. فإن توليتم فما سألتكم من أجر إن أجري إلا على الله وأمرت أن أكون من المسلمين} وقوله تعالى {وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم ^ ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم} وقوله تعالى {ما كان إبراهيم يهودياً ولا نصرانياً ولكن كان حنيفاً مسلماً وما كان من المشركين} وقوله تعالى {ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه ولقد اصطفيناه في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين. إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين. ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون. أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب إلهاً واحداً ونحن له مسلمون} وقوله تعالى على لسان يوسف عليه السلام {رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث فاطر السماوات والأرض أنت وليي في الدنيا الآخرة توفني مسلماً وألحقني بالصالحين} وقوله تعالى {قال فرعون آمنتم به قبل أن آذن لكم إن هذا لمكر مكرتموه في المدينة لتخرجوا منها أهلها فسوف تعلمون. لأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ولأصلبنكم أجمعين. قالوا إنا إلى ربنا منقلبون. وما تنقم منا إلا أن آمنا بآيات ربنا لما جاءتنا ربنا أفرغ علينا صبراً وتوفنا مسلمين} وقوله تعالى عن نبيه سليمان عليه السلام {قال يا أيها الملأ أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين} ولما خالطت بشاشة الإيمان قلب المرأة الصالحة بلقيس قالت {رب إني ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين} وقوله تعالى {فلما أحس عيسى منهم الكفر قال من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله آمنا بالله واشهد بأنا مسلمون} أما خاتم النبيين محمد صلى الله عليه وسلم فقد أمره الله أن يقول {إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم. ديناً قيماً ملة إبراهيم حنيفاً وما كان من المشركين. قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين ^ لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين}

أما الإسلام الخاص فهو دين آخر الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم، صاحب الرسالة الخاتمة والشريعة الناسخة والكتاب المهيمن، الذي بعد بعثته ودعوته لا يسع أحداً سمع بالإسلام المنزل على خير الأنام أن يتدين بغيره، تصديقاً بخبره، وانقياداً لأمره، وتعبداً بشرعه صلى الله عليه وسلم. وإن من الضلال المبين ما يدعو إليه بعض الناس في أيامنا، وتبرم حوله اتفاقيات من الدعوة إلى (الديانة الإبراهيمية) زعموا!! وإن القرآن يقرع أسماعنا بقول ربنا {ما كان إبراهيم يهودياً ولا نصرانياً ولكن كان حنيفاً مسلماً وما كان من المشركين} لكن اليهود وأذنابهم يعرفون ما يصنعون، إنهم يدعون إلى الاندماج والانصهار الديني؛ لأنهم يعلمون يقيناً أن الإسلام هو حائط الصد الأعظم أمام مخططهم الاحتلالي؛ فبالإسلام تحرر بيت المقدس من الاحتلالين المغولي والصليبي، وبالإسلام سيتحرر بإذن الله من الاحتلال اليهودي، الإسلام الذي يعلم أصحابه عقيدة الولاء والبراء، تلك العقيدة التي فرقت بين إبراهيم وأبيه آزر حين قال الخليل عليه السلام لأبيه وقومه {إنا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبداً حتى تؤمن بالله وحده} تلك العقيدة التي فرقت بين نوح وولده {إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح} إنه الإسلام الذي حرم موادة من يقاتلوننا في الدين ومن يخرجوننا من ديارنا ونهتنا عن موالاتهم، {إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون} {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين} ويعلِّم أتباعه عقيدة الجهاد وبذل النفس والنفيس فداء للدين وللمقدسات {هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم؟ تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون}

وتسمية اليهودية إما أن يكون نسبة ليهوذا وهو أحد أسباط يعقوب عليه السلام، أو لقولهم {إنا هدنا إليك} أي تبنا، وأما المسيحية فهي نسبة للمسيح عليه السلام، وهي تسمية خاطئة لأن المسيح عليه السلام بريء منهم ومن تثليثهم وصليبهم، ولذلك سيتبرأ يوم القيامة منهم ويقول {ما قلت لهم إلا ما أمرتني به أن اعبدوا الله ربي وربكم} وتسميتها بالديانات السماوية باعتبار أصلها وكونه سماوياً قبل أن يطرأ عليها التحريف والتبديل والزيادة والنقص، والعلم عند الله تعالى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى