السبابة في التشهد
أرجو شاكراً الإفادة عن الوضع الصحيح للأصبع السبابة عند الجلوس للتشهد والمغزى منه وجزاكم الله خيرا
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.
فالثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا جلس في التشهد جعل يديه على فخذيه وقبض على أصابعه كلها وأشار بسبابته، ولربما حلق بالإبهام والوسطى وأشار بسبابته؛ ففي حديث وائل بن حجر رضي الله عنه الذي رواه أحمد والنسائي وأبو داود أنه قال في صفة صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم {ثم قعد فافترش رجله اليسرى ووضع كفه اليسرى على فخذه وركبته اليسرى، وجعل حد مرفقه الأيمن على فخذه اليمنى ثم قبض ثنتين من أصابعه وحلق حلقة ثم رفع إصبعه فرأيته يحركها يدعو بها} قال البيهقي: يحتمل أن يكون مراده بالتحريك الإشارة بها لا تكرير تحريكها؛ حتى لا يعارض حديث ابن الزبير عند أحمد وأبي داود والنسائي وابن حبان في صحيحه بلفظ {كان يشير بالسبابة ولا يحركها ولا يجاوز بصره إشارته}
والحكمة من ذلك والعلم عند الله تعالى ما قاله ابن رسلان: والحكمة في الإشارة بها إلى أن المعبود سبحانه وتعالى واحد ليجمع في توحيده بين القول والفعل والاعتقاد. وروي عن ابن عباس أنه قال: هي الإخلاص. وقال مجاهد: مقمعة الشيطان.