أحكام الزواج والطلاق ومعاشرة الأزواج

تحرش بالصغيرات

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته. لديَّ بعض الأسئلة وهي:

  1. وأنا صغير مررت بحالة خوف وصراخ؟! وبعد ذلك أشعر بها أحياناً إن حبست في مكان فارغ ومظلم، لكن لا أشعر بالصراخ بل بالخوف فقط، وقد يأتيني الصراخ والخوف الذين أتياني وأنا صغير، والآن قبل شهر أو شهرين على ما أعتقد وأنا أرى مقطع حزين يتكلم عن المعاصي والتوبة، أو كنت أريده أن يشعرني بالندم للتوبة أحسست بهذه الحالة، وأنا مستغرب أن يرى شخص شيئًا له علاقة بالدين ويشعر بشعور آخر مثل هذا، أليس من يشاهد شيئًا له علاقة بالدين يكون الله معه والشياطين تفر منه؟ فسؤالي: هل أنا أمر بحالة نفسية فبذلك يسقط عني القلم فأترك الفرائض؟ وهذا علماً بأنني الآن بخير، ولي فترات طويله لم يراودني هذا الشعور إلا في وقت رؤية ذلك المقطع، وأحيانا عندما أكون وحدي في مكان فارغ وضيق مثل المصعد مثلا. فأفيدوني أرجوكم…

2- هل الخروج خارج المنزل بثوب بلا أكمام (فنيلة كت) يجوز؟ وهل إن رأوني فتيات أكون سبباً في فتنتهم ودعوتهم إلى الزنا مثلا؟ وإن فتن فهل أكون أنا السبب؟

3- في مجتمعنا ظهرت بعض الأفعال غير الأخلاقية مثل التلامس ويطلق عليه التحرش، وهذا خطأ فإنني رأيتهم يلامسون النساء الكبار والفتيات في الازدحام ويفعلون فعلتهم، ومنهن من تؤنبه وتوبخه ومنهن من تسكت! فهل لمس الصغيرات في السن (14،13،12) يؤثر عليهن نفسيا؟ وإن أثر عليهن وانتحرن فهل أكون قد قتلت نفسا بهذا؟ وإن تأثر شخص من أهل الفتاة وانتحر فما الحكم؟ وما التوبة حينئذ؟

4- ما تأثير الذي يحصل للفتاة الصغيرة إذا رأت من يلامس امرأة أخرى أمامها؟

ملحوظه: الأسئلة 4،3 هي من صديق لي يريد الاستفسار عنها ويريد الإجابة سريعا (ليتوب) وجزاكم الله كل خير

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد.

فالذي يعتريك من ذلك الخوف الشديد مع الصراخ إنما هي حالة نفسية تعرض للصغير حين يُخَوَّف من أمور معينة كالظلام أو العفاريت أو بعض الحيوانات ونحو ذلك من طرق في التربية خاطئة يعمد إليها بعض الآباء أو الأمهات؛ رغبة في إلزام الطفل بالهدوء أو لزوم البيت ونحو ذلك؛ ولا يحل ترويع مسلم قط صغيراً كان أم كبيرا، وأما الخوف الذي اعتراك حين شاهدت ذلك المشهد فلعله خوف محمود من عاقبة الذنوب والمعاصي، وقد روي عن بعض السلف أنه كان إذا سمع آيات من القرآن تتناول شأن النار والعذاب فإنه يبكي حتى يصعق، وبعضهم مات من شدة الخوف من الله عز وجل، فهذا الذي اعتراك خوف مشروع محمود تؤجر عليه إن شاء الله تعالى.

والخروج بالملابس الداخلية لا حرج فيه  ما دامت ساترة للعورة، لكن على المرء أن يستحي من الخروج بما يخل بالمروؤة وإن كان مباحاً، ولا حرج عليك إن رآك بعض الفتيات على تلك الحال؛ إذ الواجب عليهن غض أبصارهن والتزام الحياء الواجب.

ولا يجوز للمسلم أن يلمس امرأة لا تحل له؛ لأن النبي صلى الله عليه وسـلم كان يتورع حتى عن مجرد المصافحة فقال “إني لا أصافح النساء” ونهانا عن ملامسة النساء فقال عليه الصلاة والسلام “لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له” فهؤلاء المتحرشون بالفتيات والنساء عليهن إثم عظيم وذنب كبير؛ لأن ضررهم متعدٍ وقد قال سبحانه {إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة} والواجب على من وقع في شيء من ذلك أن يتوب إلى الله تعالى توبة نصوحاً، وهو سبحانه غفار لمن تاب وآمن وعمل صالحاً ثم اهتدى. والله الموفق والمستعان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى