تعزية المعتدة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته…
نسأل عن تقديم العزاء لامرأة توفي زوجها عبر الهاتف وهي في فترة العدة من زملائها في العمل لأنها لا تقابلهم هل يجوز أم لا؟ وجزاكم الله خيرا
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد.
فلا حرج في تقديم العزاء للمرأة المعتدة سواء عبر الهاتف أو مباشرة؛ لأن العزاء في ذاته قربة وطاعة، وقد عزى النبي صلى الله عليه وسـلم أسماء بنت عميس رضي الله عنها في وفاة زوجها جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه وهي في العدة، ففي مسند الإمام أحمد من حديث عبد الله بن جعفر رضي الله عنهما قال: ثم أمهل آل جعفر ثلاثاً أن يأتيهم؛ ثم أتاهم فقال: لا تبكوا على أخي بعد اليوم، ادعوا لي ابني أخي، قال: فجيء بنا كأنا أفرخ؛ فقال: ادعوا لي الحلاق. فجيء بالحلاق فحلق رءوسنا ثم قال: أما محمد فشبيه عمنا أبى طالب، وأما عبد الله فشبيه خلقي وخلقي، ثم أخذ بيدي فأشالها فقال: اللهم اخلف جعفراً في أهله وبارك لعبد الله في صفقة يمينه. قالها ثلاث مرار؛ قال: فجاءت أمنا فذكرت له يتمنا وجعلت تُفرح له – أي تدخل الحزن عليه – فقال: العيلة تخافين عليهم وأنا وليهم في الدنيا والآخرة؟” قال الشيخ شعيب الأرنؤوط: إسناده صحيح على شرط مسلم. والعلم عند الله تعالى.