سهو في صلاة الفريضة
كثيراً ما يحصل سهو في صلاة الفرض، وأتشكك في إكمال الركعات فماذا أفعل لتصحيح هذا الخطأ؟
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.
فإذا كان هذا السهو شكاً يعتريك كثيراً فالحكم إهماله؛ لأنه لا يعدو أن يكون وسوسة لا تأثير لها في صحة الصلاة، قال ابن أبي زيد رحمه الله في الرسالة: ومن استنكحه الشك في السهو فَلْيَلْهَ عنه؛ ولا إصلاح عليه ولكن عليه أن يسجد بعد السلام؛ وهو الذي يكثر ذلك منه يشك كثيراً أن يكون سها زاد أو نقص؛ ولا يوقن فليسجد بعد السلام فقط.ا.هـ وذلك لأنه من الشيطان ودواؤه الإعراض عنه، ومخالفته، وأما إذا كان سهواً حقيقياً فالمطلوب منك البناء على اليقين، فإن لم تستيقن شيئاً فابن على الأقل؛ لقوله صلى الله عليه وسلم {إذا شك أحدكم في صلاته فلم يدر كم صلى ثلاثاً أم أربعاً؛ فليطرح الشك وليبن على ما استيقن؛ ثم يسجد سجدتين قبل أن يسلم؛ فإن كان صلى خمساً شفعن له صلاته؛ وإن كان صلى إتماماً لأربع كانتا ترغيماً للشيطان} رواه مسلم من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال النووي رحمه الله تعالى: المعنى: إغاظة للشيطان وإذلالاً، مأخوذ من الرغام وهو التراب، ومنه: أرغم الله أنفه، والمعنى أن الشيطان لبس عليه صلاته وتعرض لإفسادها ونقصها؛ فجعل الله تعالى للمصلي طريقاً إلى جبر صلاته وتدارك ما لبسه عليه وإرغام الشيطان ورده خاسئاً مبعداً عن مراده، وكملت صلاة ابن آدم، وامتثل أمر الله تعالى الذي عصى به إبليس من امتناعه من السجود. والعلم عند الله تعالى.