سورة الفاتحة بعد الإمام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته أيها المشايخ الكرام، بارك الله فيكم وجزاكم الله خير الجزاء، أنا تلميذ كم وتارا إبراهيم من دولة ساحل العاج (كوديفوار) اسمحوا لي أن أطرح لكم سؤالا: عندنا هنا في كوتديفوار في بعض المساجد هناك من المشايخ حفظهم الله لا ينصرفون من الصلاة إلا ويقرؤون معا سورة الفاتحة. فما حكمها وما نصيحتكم إياي. وبارك الله فيكم وحفظكم الله من كل سوء.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته يا وتارا، بارك الله فيك، أما بعد
فقد كان من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قضى صلاته، أن يستغفر الله ثلاثاً بقوله (أستغفر الله) ثم يقول: اللهم أنت السلام ومنك السلام، تباركت يا ذا الجلال والإكرام، ثم يقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا حول ولا قوة إلا بالله، لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه، لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون، اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد. ثم يسبح الله ثلاثاً وثلاثين، ويحمده ثلاثاً وثلاثين، ويكبره ثلاثاً وثلاثين، ثم يقول تمام المائة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. ثم يقرأ آية الكرسي والإخلاص والمعوذتين.
وقد كان هديه صلوات الله وسلامه عليه ألا يقرأ تلك الأذكار بصورة جماعية مع أصحابه رضوان الله عليهم؛ بل كل منهم يفعل ذلك لنفسه، دون أن يجهر على الآخرين، وقد قال لهم عليه الصلاة والسلام (ألا كلكم مناجٍ ربه؛ فلا يجهرن بعضكم على بعض)
وعليه فما ينبغي للإمام أن يفعل ذلك بصورة راتبة، لكن لو فعل ما ذكرته لك آنفاً أحياناً من أجل أن يعلم الناس الأذكار المسنونة فلا بأس بذلك، والعلم عند الله تعالى.