المعاملات المالية

هل هذه رشوة؟

الشيخ عبد الحي يوسف، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

سؤالي أن بعض المحليات تبالغ في أخذ عوائد العقارات، فعندما تذهب لهم لتحويل قطعة أرض يقولون لك: ادفع كذا. وعندما تجادلهم يخفضون لك كثيراً إلا أنهم يعطونك إيصال بمبلغ أقل، مثلاً يقولون لك ادفع ١٠٠٠ جنيه ويصرون على ذلك، ولكن إذا دفعت لهم ٤٠٠ جنيه يعطونك إيصال بـ ٢٠٠ جنيه والـ ٢٠٠ جنيه الأخرى في جيبهم، ماذا أفعل؟ هل أدفع لهم مبلغ الـ ١٠٠٠ جنيه، أم أمنحهم المبلغ الأقل، وهل أكون آثمة في الحالة الأخيرة أفدني رحمك الله وسدد خطاك.

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد.

فهذا ضرب من ضروب الفساد البيِّن الذي يجب علينا جميعاً أن نتعاون في النهي عنه والأخذ على أيدي فاعليه، وإلا حق علينا اللعن من ربنا جل جلاله، وهو القائل {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ + كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ} وواضح من السؤال أن هؤلاء الفاعلين جماعة من اللصوص وآكلي المال الحرام المتعاونين على الإثم والعدوان، وعليه فإن الواجب رفع أمرهم إلى من فوقهم من المسئولين، ليأخذوا على أيديهم ويمنعوهم من هذا الظلم المبين؛ فإن لم يفعلوا فلا حرج عليك فيما دفعت إذ هو من باب الاضطرار، وقد اتقيت الله ما استطعت، والله تعالى أعلم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى