هل يشعر الأموات بنا؟
هل يشعر الأموات بنا؟ وهل يعرفون كم نفتقدهم؟ وهل يسمعوننا عندما نكلمهم؟ وهل يعرفنا الأموات عندما نزور قبورهم وهل يشعرون بنا؟ كيف تصل قراءتنا للقرآن الكريم إلى الأموات وماذا تمثِّل لهم؟ مع الشكر الجزيل، وبارك الله فيكم، وفي جهودكم.
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.
فعالم البرزخ من الغيب الذي لا يحل لنا الكلام فيه إلا بما ثبت من نصوص في كتاب ربنا أو سنة نبينا صلى الله عليه وسلم، وقد علمنا من السنة الصحيحة أن الأموات يسمعون؛ حيث إن نبينا صلى الله عليه وسلم أمر بقتلى بدر فجروا من أرجلهم فألقوا في طوي من أطواء بدر خبيث مخبث، ثم ناداهم بأسمائهم: يا فلان، يا فلان، هل وجدتم ما وعد ربكم حقاً؛ فإني وجدت ما وعدني ربي حقاً؟ فقال عمر رضي الله عنه أتخاطب قوماً قد جيَّفوا؟ فقال (ما أنت بأسمع لما أقول منهم، غير أنهم لا يستطيعون الجواب) وقد شُرع لنا حال زيارة أمواتنا من المسلمين أن نخاطبهم خطاب من يسمع فنقول: السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، يرحم الله المستقدمين منا ومنكم والمستأخرين، نسأل الله لنا ولكم العافية.
وأما قراءة القرآن فإن ثوابها يصل إلى الميت ـ على قول كثير من أهل العلم ـ إلحاقاً لها بالقربات الأخرى كالصدقة والحج والعمرة، والله تعالى أعلم.