اصطحاب الأطفال للمسجد
ما حكم اصطحاب الأطفال إلى المسجد ومدى صحة الحديث {امنعوا مساجدكم أطفالكم والمجانين} وهل يتعارض مع ما روي أنه e كان يطيل السجود عندما يجثم الحسن والحسين على ظهره وأنه كان عندما ينزل من المنبر ويحملهما؟
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.
حديث {جنبوا مساجدكم صبيانكم وخصوماتكم وحدودكم وشراءكم وبيعكم وجمِّروها يوم جمعكم واجعلوا على أبوابها مطاهركم} أخرجه الطبراني من حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه ولكن الراوي له عن معاذ مكحول وهو لم يسمع منه، وأخرج ابن ماجه من حديث واثلة بن الأسقع رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {جنبوا مساجدكم صبيانكم ومجانينكم وشراءكم وبيعكم وخصوماتكم ورفع أصواتكم وإقامة حدودكم وسل سيوفكم واتخذوا على أبوابها المطاهر وجمروها في الجمع} وفي إسناده الحارث بن شهاب وهو ضعيف.
وقد دل على جواز إدخال الصبيان المساجد الحديث الذي رواه الشيخان عن أبي قتادة رضي الله عنه {أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي وهو حامل أمامة بنت زينب، فإذا ركع وضعها، وإذا قام حملها} والحديث الذي رواه الإمام أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: {كنا نصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم العشاء، فإذا سجد وثب الحسن والحسين على ظهره؛ فإذا رفع رأسه أخذهما من خلفه أخذاً رفيقاً ووضعهما على الأرض، فإذا عاد عادا؛ حتى قضى صلاته} وعليه فلا حرج في إدخال الصغار إلى المساجد خاصة إذا دعت إلى ذلك ضرورة أو حاجة، مع العناية بتعليمهم آداب المسجد والصبر عليهم في ذلك حتى ينشئوا على حب بيوت الله عز وجل، وذلك بدلاً مما يصنعه بعض الناس من نهرهم وطردهم حتى يصير المسجد بغيضاً إلى نفسه، والعلم عند الله تعالى.