الحرص على سداد الديون
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد
فإن الدين هم بالليل وذل بالنهار، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر أن يستعيذ بالله من المأثم والمغرم، ولما سألته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها فقالت: ما أكثر ما تستعيذ من المغرم يا رسول الله؟ قال (إن العبد إذا غرم حدث فكذب ووعد فأخلف) ولخطورة الدين أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الشهيد يغفر له كل ذنب إلا الدين، وقال (أخبرني بذلك جبريل)
ولذلك يجب على المدين أن يسعى سعياً حثيثاً في قضاء دينه، ويقدم ذلك على كل مهم، ومن تأخر مع قدرته على السداد فإنه يأثم، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم (مطل الغني ظلم) أي مماطلة الغني الذي يجد سداداً لدينه يوقعه في الظلم، وقال عليه الصلاة والسلام (ليُّ الغني الواجد يحل عرضه وعقوبته) والليُّ معناه في معنى المماطلة وخلف الوعد واستعمال الحيل للفرار من السداد في موعده.
ومن صور المماطلة كذلك أن بعض الناس يستطيع السداد، لكنه يؤثر أن يجعل المال في دورة تجارية أو مشروعات معمارية أو غير ذلك، ولا يهتم كثيراً بإبراء ذمته من الدين؛ ولا يدري أن الموت ربما يدهمه في أي لحظة وتكون نفسه معلَّقة بدينه.
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتي بجنازة يسأل (هل على صاحبكم دين) فإن قالوا: لا. صلى عليه. وإن قالوا: نعم. قال (صلوا عليه أنتم) وذلك زجراً لهم عن الاستدانة في غير ضرورة، أو تأخير السداد مع القدرة عليه.
أسأل الله تعالى أن يطعمنا حلالاً ويستعملنا صالحين، والحمد لله رب العالمين