زوجتي تطلب الطلاق
زوجتي تطلب الطلاق مني كلما حصل بيننا خلاف، وتحاول استفزازي بكلام جارح لا أتحمله، لي منها ثلاث بنات، وأنا خائف عليهن من عواقب الطلاق، علماً بأني قد طلقتها من قبل وأرجعتها عندما كان لي منها بنت واحدة. أفدني جزاك الله خيرا.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد
فأسأل الله تعالى أن يؤلف بينك وبين زوجك وأن يصلح ذات بينكما ويهديكما سبل السلام ويخرجكما من الظلمات إلى النور، والواجب أن تعلما أن الله تعالى جعل قوام الحياة الزوجية على مراعاة حدود الشريعة والوقوف عند آدابها؛ قال سبحانه في ثنايا الحديث عن الطلاق ((تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ)) وقال سبحانه ((وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ))
ومن تلك الحدود أنه ما ينبغي للمرأة أن تطلب الطلاق من غير سبب موجب؛ فقال عليه الصلاة والسلام {أَيُّمَا امْرَأَةٍ سَأَلَتْ زَوْجَهَا الطَّلَاقَ مِنْ غَيْرِ بَأْسٍ فَحَرَامٌ عَلَيْهَا رَائِحَةُ الْجَنَّةِ} رواه الإمام أحمد من حديث ثوبان رضي الله عنه، وإذا كان ثمة سبب يدعوها لطلب الطلاق فلا بد من الإفصاح عنه من أجل أن يبحث الزوج عن سبيل للإصلاح إن كان ممكناً، أو من أجل أن تبرأ ساحته أمام وليها وأهلها، أما طلب الطلاق مع الغموض والإسرار فإنه يفضي بالناس إلى افتراض أسباب لا حقيقة لها في الواقع. وإذا كان ثمة تقصير من الزوج في ناحية من الحياة فلا بد أن تسلك معه الطريق الأقوم للعلاج، أما سعيها الدؤوب في استفزاز زوجها والإساءة إليه فما هو بمسلك المؤمنة التقية التي ترجو الله واليوم الآخر؛ فعليك – بارك الله فيك – السعي في الإصلاح ولا تعجل في إيقاع الطلاق، وأنت في ذلك مأجور إن شاء الله، والله المستعان.