زوجي يعمل في بلد آخر ويغيب عني
أنا متزوجة وزوجي يعمل في بلد بعيد عني، ويرفض أن يأخذني لكي أعيش معه هناك، ويغيب عني بالشهور الكثيرة، في أول زواجنا كنت محافظة على غيابه، لكن بعد ما غاب عني آخر مرة فترة كبيرة أحببت شاباً كنت أعرفه كصديق من قبل، في الأول لم يحدث بيننا شيء، لكن في يوم ضعفنا ووقع الذي وقع!! وبعد فترة كبيرة وقعنا في الخطأ!! لا أدري ماذا أفعل لأكفِّر عن ذنبي؟ لكنني أحببته كثيراً أرجوكم انصحوني وأفيدوني جازاكم الله فأنا نادمة على ما فعلت. إنني أتعذب بين نارين نار بعد زوجي الذي يرفض أخذي إلى جانبه وأنا في أمس الحاجة إليه ونار حبي لهذا الشخص.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.
فإن الواجب عليك المبادرة بتوبة نصوح من تلك الكبيرة التي وقعت فيها، وقد قال الله تعالى )ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا( وأثنى سبحانه على المؤمنات الطيبات بقوله )فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله( فالمرأة المسلمة هي التي إن نظر زوجها إليها سرته، وإن أمرها أطاعته، وإن غاب عنها حفظته في نفسها وماله، وما وقعت فيه ـ أمة الله ـ ذنب عظيم وإثم كبير، لكن ربنا جل جلالـه غفار لمن تاب وآمن وعمل صالحاً ثم اهتدى.
هذا والواجب على زوجك أن يتقي الله فيك وألا يعرضك لمواطن الريب ومداخل الفتن، فإما أن يصحبك معه إلى حيث هو، وإما أن يرجع إليك ليبقى معك حيث أنت؛ ليحصل الإحصان والإعفاف لكليكما، وما ينبغي له أن يؤثر الدنيا على طاعة ربه في حفظ عرضه، وقد وقَّت عمر بن الخطاب رضي الله عنه للمجاهدين بألا يغيب أحدهم في الغزو أكثر من أربعة أشهر؛ وذلك صيانة لهم ولأزواجهم من الحرام، وهذا الحكم نحن أحوج ما نكون إلى تقريره في هذا الزمان الذي عظمت فيه الفتن وكثرت فيه المؤثرات مع رقة الدين وضعف الحياء، ولا حول ولا قوة إلا بالله، وأسأل الله أن يعصمنا جميعاً من سائر المضلات والأهواء، والله تعالى أعلم.