سب الدين وهو غضبان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أعاني منذ فترة من آلام نفسيه تأتينى فى شكل نوبات أكون فيها شديد الغضب ولا أشعر بما أقول وأفعل!! وفى إحدى تلك المرات كنت غاضبًا جدا وأقود السيارة وتهت عن الطريق فقمت بضرب الموبايل بطبلون السيارة وفوجئت بأني سببت الدين!! فاستغربت جدا لما بدر منى!!وبما نطق لسانى!!! فكيف أكفر عن ذلك؟ أفيدونا مأجورين .. وجزاكم الله خيرًا.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.
فسبُّ دين الإسلام كفر بإجماع المسلمين؛ سواء أكان السابُّ جاداً أم هازلاً؛ لقوله تعالى {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ. لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ} وسواء في ذلك أن يكون السب سباً لله عز وجل أو لرسوله صلى الله عليه وسلم أو لواحد من الأنبياء المجمع على نبوتهم؛ أو لواحد من الملائكة المجمع على ملائكيتهم أو استهزاء بشعيرة من شعائر الدين؛ فهذا كله ردة – والعياذ بالله – وإن كان بعضها أفحش من بعض. وقد سئل الشيخ عليش المالكي رحمه الله تعالى: ما قولكم في رجل جرى على لسانه سب الدين من غير قصد، هل يكفر أو لا بد من القصد؟ فأجاب: نعم ارتد؛ لأن السب أشد من الاستخفاف، وقد نصوا على أنه ردة؛ فالسب ردة بالأولى. وفي المجموع: ولا يعذر بجهل وزلل لسان. انتهى من (فتح العلي المالك في الفتوى على مذهب الإمام مالك)
فعلى السائل أن يتوب إلى الله تعالى توبة نصوحاً ويكثر من فعل الصالحات، وقد قال سبحانه {قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف وإن يعودوا فقد مضت سنة الأولين} ونسأل الله تعالى أن يتوفانا مسلمين