صلاة التروايح منفردا
فضيلة الشيخ السلام عليكم ورحمة الله، سؤالي يا شيخ هو: هل يشترط لقيام رمضان أن يكون بالمسجد بمعنى إذا فاتتني الصلاة في يوم فهل يمكن ان أصليها لوحدي.
وسؤالي الثاني هو: هل يجوز الدعاء بعد التلاوة الجماعية في المسجد بأن يدعو واحد ويؤمن البقية على دعائه وجزاك الله كل الخير.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد.
فليس من شرط قيام رمضان أن يكون في المسجد بل يمكن للمرء أن يصلي في بيته، وقد ذهب بعض أهل العلم إلى أفضلية ذلك لعموم قوله صلى الله عليه وسـلم “أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة” لكن جرت سنة المسلمين منذ عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه على الاجتماع لصلاة القيام في رمضان في المسجد، وعليه جمهور المسلمين في المشارق والمغارب. ومن فاتته صلاة التراويح في المسجد فلا ريب في استحباب أن يصليها في البيت؛ عملا بسنة النبي صلى الله عليه وسلم الذي كان إذا عمل عملاً أثبته.
وأما الدعاء الجماعي بعد تلاوة القرآن فالدعاء هو العبادة كما قال رسول الله صلى الله عليه وسـلم وقد علمنا من السنة أن الدعاء مستحب عقب كل عمل صالح؛ فكان نبينا صلى الله عليه وسـلم يعلِّم أصحابه بعد الصلوات المكتوبات أن يقول أحدهم “اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك” وكان يعلِّمهم أن يقول أحدهم عند إفطاره “اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت” وكان يدعو لمن أخرج زكاته بقوله “اللهم صلِّ على فلان وآله” وعليه فلا حرج على المسلم أن يدعو مع إخوانه بعد حلقة التلاوة يومياً؛ لأن مجلساً كهذا تحفه الملائكة وتغشاه الرحمة وتتنزل عليه السكينة، هو مظنة القبول إن شاء الله، والله تعالى أعلم.