أحكام الصلاة

صيغة التشهد

أرجو إفتائي في أمر بداية التشهد هذا، هل هو صحيح أم خطأ؟ التحيات لله والزاكيات لله والطيبات والصلوات لله… أم هذا: التحيات لله والصلوات والطيبات… أو أرجو إعطائي التشهد الصحيح، وإن كانت الصيغ السابقة خطأت فماذا يحدث لصلواتي السابقة؟

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

فصيغ التشهد ثابتة من رواية عبد الله بن مسعود وعمر بن الخطاب وعبد الله بن عباس رضي الله عنهم ففي رواية  ابن مسعود قال: كنا إذا صلينا خلف النبي صلى الله عليه وسلم قلنا: السلام على جبريل وميكائيل، السلام على فلان وفلان؛ فالتفت إلينا رسول  الله صلى الله عليه وسلم فقال {إن الله هو السلام؛ فإذا صلى أحدكم فليقل: التحيات لله والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين؛ فإنكم إذا قلتموها أصابت كل عبد لله صالح في السماء والأرض أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله} رواه البخاري ومسلم، قال الترمذي رحمه الله: حديث ابن مسعود روي عنه من غير وجه، وهو أصح حديث روي في التشهد والعمل عليه عند أكثر أهل العلم من الصحابة ومن بعدهم. وقال البزار لما سئل عن أصح حديث في التشهد قال: هو عندي حديث ابن مسعود.

وفي رواية عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه كان يعلِّم الناس التشهد يقول: قولوا {التحيات لله الزاكيات لله الطيبات الصلوات لله، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله} رواه مالك في الموطأ، وفي رواية عائشة رضي الله عنها أنها كانت تقول إذا تشهدت: التحيات الطيبات الصلوات الزاكيات لله، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين} رواه مالك في الموطأ، قال الباجي رحمه الله تعالى: وهذا تشهد عمر رضي الله عنه الذي اختاره مالك رحمه الله تعالى؛ لأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه علَّمه للناس على  المنبر بحضرة جماعة الصحابة وأئمة المسلمين ولم ينكره عليه أحد ولا خالفه فيه ولا قال له إن غيره من التشهد يجري مجراه فثبت بذلك إقرارهم عليه وموافقتهم إياه على تعيينه، وقال الداودي: إن ذلك من مالك رحمه الله على وجه الاستحسان وكيفما تشهد المصلي عنده جائز وليس في تعليم عمر الناس هذا التشهد منع من غيره.ا.هـ وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى: هذا الاختلاف إنما هو في الأفضل ونقل جماعة من العلماء الاتفاق على جواز التشهد بكل ما ثبت.ا.هـ

والتحيات معناها السلام، وقيل: البقاء، وقيل: العظمة، وقيل: السلامة من الآفات والنقص، وقيل: المعنى أنواع التعظيم لله، والصلوات: قيل: المراد الخمس، أو ما هو أعم من ذلك من الفرائض والنوافل في كل شريعة، وقيل: المراد العبادات كلها، وقيل: الدعوات، وقيل: المراد الرحمة، وقيل: التحيات العبادات القولية والصلوات العبادات الفعلية، والطيبات: الصدقات، وقيل: الطيبات: أي ما طاب من الكلام وحسن أن يثنى به على الله دون ما لا يليق بصفاته مما كان الملوك يحيون به، وقيل: الطيبات ذكر الله، وقيل: الأقوال الصالحة كالدعاء والثناء، وقيل: الأعمال الصالحة، وقال القرطبي رحمه الله: قوله: لله، فيه تنبيه على الإخلاص في العبادة؛ أي أن ذلك لا يفعل إلا لله، وقوله: السلام عليك أيها النبي، قال البيضاوي: علَّمهم أن يفردوه صلى الله عليه وسلم بالذكر لشرفه ومزيد حقه عليهم. والله تعالى أعلم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى