يطيل الخطبة والصلاة
السلام عليكم ورحمة الله
إمام مسجدنا يطيل فى خطبة يوم الجمعة فتكون أكثر من نصف ساعة، ثم يطيل القراءة في الصلاة، وقد اشتكى كثير من الرجال كبار السن والمرضى من ذلك، بل إن أكثر الناس أصبح يتعمد التأخير فى الحضور للجامع بعضهم حتى تنتهي الخطبة وبعضهم حتى تنتصف الركعة الأولى. تم التحدث معه ولكن لم يحدث أى تغيير.
أيضاً هو يطيل فى القراءة فى الصلوات المفروضة خاصة العشاء والفجر، وأصبحت أعداد المصلين تقل بصورة ملحوظة، وبعضهم يتعمد التأخر فى الصلاة وعند التحدث معه قال بأن هذا محبب لا سيما قرآن الفجر؟
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد.
فالمطلوب من الإمام أن يقتدي برسول الله صلى الله عليه وسـلم الذي كانت صلاته قصداً وخطبته قصداً، وقد قال الصحابي الجليل أنس بن مالك رضي الله عنه “مَا صَلَّيْتُ خَلْفَ أَحَدٍ أَوْجَزَ صَلاَةً مِنْ صَلاَةِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فِى تَمَامٍ كَانَتْ صَلاَةُ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- مُتَقَارِبَةً وَكَانَتْ صَلاَةُ أَبِى بَكْرٍ مُتَقَارِبَةً فَلَمَّا كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ مَدَّ فِى صَلاَةِ الْفَجْرِ وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- إِذَا قَالَ «سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ ». قَامَ حَتَّى نَقُولَ قَدْ أَوْهَمَ. ثُمَّ يَسْجُدُ وَيَقْعُدُ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ حَتَّى نَقُولَ قَدْ أَوْهَمَ” وقد أنكر رسول الله صلى الله عليه وسـلم على معاذ رضي الله عنه حين أطال بالناس ففي صحيح مسلم من حديث أَبِى مَسْعُودٍ الأَنْصَارِىِّ رضي الله عنه قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: إِنّي لأَتَأَخَّرُ عَنْ صَلاَةِ الصُّبْحِ مِنْ أَجْلِ فُلاَنٍ مِمَّا يُطِيلُ بِنَا. فَمَا رَأَيْتُ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم غَضِبَ فِى مَوْعِظَةٍ قَطُّ أَشَدَّ مِمَّا غَضِبَ يَوْمَئِذٍ فَقَالَ «يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ مِنْكُمْ مُنَفِّرِينَ فَأَيُّكُمْ أَمَّ النَّاسَ فَلْيُوجِزْ فَإِنَّ مِنْ وَرَائِهِ الْكَبِيرَ وَالضَّعِيفَ وَذَا الْحَاجَةِ» وفي صحيح البخاري من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قَالَ: كَانَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ يُصَلِّي مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ يَرْجِعُ فَيَؤُمُّ قَوْمَهُ، فَصَلَّى الْعِشَاءَ فَقَرَأَ بِالْبَقَرَةِ فَانْصَرَفَ الرَّجُلُ؛ فَكَأَنَّ مُعَاذًا تَنَاوَلَ مِنْهُ فَبَلَغَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ “فَتَّانٌ فَتَّانٌ فَتَّانٌ ثَلاَثَ مِرَارٍ” أَوْ قَالَ: فَاتِنًا فَاتِنًا فَاتِنٌ وَأَمَرَهُ بِسُورَتَيْنِ مِنْ أَوْسَطِ الْمُفَصَّلِ. قَالَ عَمْرٌو لاَ أَحْفَظُهُمَا
وعليه فإن على هذا الإمام أن يرفق بالناس في صلاته وخطبته ويقتدي بالنبي الأكرم صلى الله عليه وسـلم وليحذر تمام الحذر أن يكون سبب فتنة الناس أو انصرافهم عن المسجد أو تبكيرهم للصلاة. والله الهادي إلى سواء السبيل.