الدعاء في السجود
فضيلة الشيخ د. عبد الحي يوسف، السلام عليكم ورحمة الله
أحياناً أريد أن أدعو في صلاتي بما ورد في القرآن؛ فإذا دعوت بآية في السجود هل هذا ينهى عنه لأنه قراءة قرآن في السجود؟ وإذا أردت أن أحافظ على ألفاظ القرآن {ربنا آتنا في الدنيا} ولكني أتحرج من تعظيم نفسي في الدعاء فهل أغير الصيغة لصيغة المفرد؟
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد.
فقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسـلم أنه قال “نهيت أن أقرأ القرآن راكعاً وساجداً، أما الركوع فعظِّموا فيه الرب، وأما السجود فأكثروا من الدعاء فقمنٌ أني ستجاب لكم” وأفضل الدعاء ما كان في القرآن ثم ما ثبت عن رسول الله عليه الصلاة والسلام؛ وعليه فمن دعا بأدعية القرآن في سجوده على نية الدعاء فلا حرج عليه ولا يعد قارئاً للقرآن في سجوده.
ولا حرج عليك بأن تدعو بصيغة الجمع لأن ذلك وارد على سبيل الحكاية لا على سبيل تعظيم النفس، ومما يدفع ذلك الظن – أعني تعظيم النفس – أنك تأتي به في أرقى حالات التذلل والخضوع وهي السجود؛ فلا يلبسن الشيطان عليك أمرك وأكثر من الدعاء في سجودك، والله الموفق والمستعان.