إذا نزلت المصيبة هل ندعو بالصبر أم الفرج؟
سمعت أحد الناس يقول: إذا حلَّ بالمرء مصيبة فلا يسأل الله الصبر إنما يسأله رفع البلاء!! فما مدي صحة ذلك؟ وأرجو منكم ذكر الأعمال والأذكار التي يفرج بها الله الهموم. وأسألكم الدعاء لي.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.
فإذا حلت بالمرء مصيبة فإن الواجب عليه أولاً أن يرضى بقضاء الله وقدره، ويعلم أن الله تعالى لا يريد بعبده شراً، بل الخير في يديه سبحانه، والشر ليس إليه، ويعلم يقيناً أن الله تعالى ساق له بتلك المصيبة خيراً؛ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم {عجباً لأمر المؤمن! إن أمره كله خير، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له، وليس ذلك إلا للمؤمن} وعليه ثانياً: أن يتصبر ويسأل الله الإعانة على ذلك؛ فإن من يتصبر يصبره الله كما قال عليه الصلاة والسلام، ويجتهد في أن يجاهد نفسه على الصبر وعدم إظهار الجزع؛ ثم إن عليه ثالثاً أن يسأل الله الفرج والتيسير، ولا تعارض بين هذا كله بل هو من الأخذ بالأسباب التي أمر المؤمن أن يأخذ بها.
وأما الأذكار التي تعين على تفريج البلاء؛ فآكدها الاستغفار؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم {من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجاً، ومن كل ضيق مخرجاً، ورزقه من حيث لا يحتسب} وثانياً: الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ليكفيه الله ما أهمه وغمه، وثالثاً: الإكثار من الدعاء خاصة في الأوقات التي هي مظنة الإجابة، والعلم عند الله تعالى.