أحكام الزواج والطلاق ومعاشرة الأزواج

زوجي لا ينفق عليّ

انا زوجي بدون سبب بتم شهر ما بسلم على والله اشهد ما مقصره في شي وعامل شغل في البيت جايب ٨ عمال اخدمهم واقوم الصبح امشي صف العيش والله الايام دي انا مريضه مابقول بقتي كيف ولا بسال مني وتاني شي انا واولادي عريانين والله وسجل ولد اخو في جامعه خاصه وانا اولادي لحدي الان ما سال من موضوع المدرسه ولا جاب سيرة تعبت يا شيخنا من الصبر ارجو تفيدني

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد

فإنني أسأل الله تعالى أن يصلح ذات بينكما ويهديكما سبل السلام ويخرجكما من الظلمات إلى النور، وقوامة الرجل على المرأة لها سببان: وهبي وكسبي، أما الأول وهو الوهبي بأن جعل منهم الأنبياء والخلفاء والسلاطين والحكام والغزاة، وزيادة التعصيب والنصيب في الميراث، وجعل الطلاق بأيديهم، والانتساب إليهم، وغير ذلك مما فضّل الله به جنس الرجال على جنس النساء في الجملة. والسبب الثاني هو ما بذله لها من مهر وجهاز ونفقة، فإذا تخلى الرجل عن هذه الميزة التي ميزه الله عز وجل بها فإن ذلك يسلبه حق القوامة على المرأة؛ ولذلك قال الله تعالى {بما فضل الله بعضهم على بعض}

وقد أوجب الله تعالى على الرجل أن ينفق على زوجته وعياله وذلك في قوله سبحانه {لينفق ذو سعة من سعته ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله} وقوله سبحانه {وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف} وقوله سبحانه وتعالى {الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم} وقوله سبحانه {ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة} وقوله عز وجل {أسكنوهن من حيث سكنتم من وجدكم ولا تضاروهن لتضيقوا عليهن وإن كن أولات حمل فأنفقوا عليهن حتى يضعن حملهن}.

وثبتت الأحاديث عن رسول الله صلى الله علـيه وسلم كقوله عليه الصلاة والسلام (فاتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله، ولكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحداً تكرهونه فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضرباً غير مبرِّح ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف) وقوله صلى الله علـيه وسلم لمعاوية القشيري حين قال: يا رسول الله، ما حق زوجة أحدنا عليه؟ قال (أن تطعمها إذا طعمت، وتكسوها إذا اكتسيت، ولا تضرب الوجه ولا تقبح ولا تهجر إلا في البيت) رواه أبو داود.

وقد أجمع العلماء على أنه يجب على الزوج أن ينفق على زوجته وأولاده القصَّر

وهذه النفقة تكون بحسب حالة الزوج من عسر ويسر وسعة وضيق؛ غير مبذر ولا مقتر ولا مكلَّف بما يعجز عنه لقوله تعالى {لينفق ذو سعة من سعته ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله} وذلك بقدر ما يكفيها وعيالها من طعام وكسوة وتعليم وعلاج وسكنى ونحو ذلك

وفي الإنفاق على الزوجة والعيال أجر كبير؛ ففي القرآن الكريم {إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سراً وعلانية يرجون تجارة لن تبور} وفي الصحيحين من حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه وفيه (إنك إن تذر ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالة يتكففون الناس، وإنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت عليها حتى ما تجعل في في امرأتك) وفيهما من حديث عائشة رضي الله عنها (أفضل دينار ينفقه الرجل دينار ينفقه على عياله، ودينار ينفقه على دابته في سبيل الله، ودينار ينفقه على أصحابه في سبيل الله) وفيهما من حديث أبي مسعود البدري رضي الله عنه (إن المسلم إذا أنفق على أهله نفقة وهو يحتسبها كانت له صدقة) وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه (دينار أنفقته في سبيل الله، ودينار أنفقته في رقبة، ودينار تصدقت به على مسكين، ودينار أنفقته على أهلك؛ أعظمها أجراً الذي أنفقته على أهلك)

ومتى ما قصر الرجل في ذلك – مع قدرته عليه – فقد أثم إثماً مبينا؛ فقد روى مسلم في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (كفى بالمرء إثما أن يضيع من يقوت) كما أنه يمثل سوء العشرة وهو مناف للخيرية المأمور بها ضمناً في قوله صلى الله علـيه وسلم (أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً، وخياركم خياركم لنسائهم) رواه الترمذي. ومن عمد إلى النفقة على ذوي القربى والأصدقاء مع حاجة الزوج والعيال، فقد أخل بالواجب وأتى بالمندوب، وقد روى الإمام أحمد في المسند من حديث جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله علـيه وسلم قال: (إذا كان أحدكم فقيراً فليبدأ بنفسه، وإن كان له فضل فعلى  عياله، وإن كان فضل فعلى ذوي قرابته أو قال ذوي رحمه، إن كان فضل هاهنا وهاهنا) وفي مسلم من حديث أبي أمامة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله علـيه وسلم: (قال الله تعالى: يا ابن آدم، إنك أن تبذل الفضل خير لك، وأن تمسكه شر لك، ولا تلام على كفاف، وابدأ بمن تعول، واليد العليا خير من اليد السفلى) والواجب على الزوجة والعيال أن يرضوا بما قسم الله وأن يراعوا حال معيلهم ولا يكلِّفوه ما لا يطيق، أو ما يشق عليه من الأمور الحاجية والتحسينية؛ فقد روى مسلم في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (قد أفلح من أسلم ورزقه الله كفافاً وقنعه بما رزقه)  وقال عليه الصلاة والسلام (انظروا إلى من هو أسفل منكم، ولا تنظروا إلى من هو فوقكم فهو أجدر ألا تزدروا نعمة الله عليكم) رواه الشيخان

وإن أمهات المؤمنين رضي الله عنهن أسوة لكل مسلمة في شظف العيش ورقة الحال؛ في الصحيحين حديث عائشة رضي الله عنها في تخيير النبي صلى الله علـيه وسلم إياها

هذا ولا يلزم الزوج أن يطلع زوجته على مصاريفه وحساباته الشخصية أو ما ينفقه على أهله ووالديه؛ فإن بعض النساء تظن ذلك من حقوقها، وتكثر من لوم زوجها على إنفاقه على ذوي القربى، وهذا من الاعتداء الذي لا يحبه الله عز وجل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى