أحكام الطهارة

سلس البول

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، الاخوة القائمين على هذا الموقع المبارك، تحية طيبة وبعد، بداية أرجو منكم النظر جيداً في مشكلتي حيث أني أعاني منها منذ فترة بعيدة، وكانت سبباً في تركي للصلاة فترة طويلة.

المشكلة هي كالتالي :

بعد الإنتهاء مباشرة من قضاء الحاجة -أعزكم الله- أرى بأن البول أحياناً لا ينقطع مباشرة وأحياناً أخرى ينقطع، ولكن المرات التي لا ينقطع فيها البول أكثر بكثير من عدد المرات التي ينقطع فيها.. ولذلك تأخذ مني عملية تنظيف القضيب مدة طويلة مقارنة مع الوضع العادي مع باقي الناس، وحتى بعد ذلك أرى بأن البول لا ينقطع، وحتى أتاكد من ذلك علي تنشيف القضيب بأوراق ناعمة وحتى بعد مسحه بالأوراق الناعمة أحياناً عندما أبدأ الوضوء أشعر بأنه قد سال بول فأنظر الى القضيب أثناء الوضوء وإذا به فعلاً قد خرج بعض البول على فتحة القضيب ولكن بالرغم من هذه المعاناة إلا وأنه بمجرد الإنقطاع التام للبول فإنه لا يخرج نقاط من البول مثلاً عند السعال الشديد أو الكحة أو أثناء الضغط على المثانة أثناء الصلاة كما يحصل مع المصابين فعلياً بسلس البول كما لاحظته من خلال قراءتي المكثفة عن هذه المشكلة..

إستفساراتي الأن هي:

1- هل يكفي غسل القضيب بالماء ولو زادت عملية غلسه عن الحد الطبيعي مع وجود الشك والظن بأنه يسيل بعض البول بعد ارتداء الملابس؟

2- إذا كان عليَّ أن أمسح القضيب بأوراق ناعمة بعد غسله بالماء للتأكد من إنقطاع البول فماذا يجب عليَّ فعله في حال عدم توفر الأوراق الناعمة؟

3-في حال أيقنت أن البول قد انقطع وباشرت بالوضوء وشعرت بأن نقطاً من البول قد خرجت، فهل عليَّ أن أنظر إلى القضيب لأتأكد؟ وخاصة أنني قد أتوضأ في أماكن عامة؟

4-في حال كان عليَّ النظر إلى القضيب أثناء الوضوء ووجدت نقطاً من البول فهل عليَّ غسل مكان النقط على الملابس الداخلية أم يكفي المسح عليها؟ وبارك الله فيكم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد.

فاعلم – أخي السائل – أن ديننا مبني على اليسر في كافة تشريعاته؛ كما قال ربنا سبحانه {يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر} وفي أمر الطهارة خصوصاً قال سبحانه {ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم لعلكم تشكرون} وقد حذّرنا نبينا صلى الله عليه وسلم من وسواس الماء، الذي يحمل الإنسان على التنطع والتشدد، وأرشد عليه الصلاة والسلام في علاج مثل حالتك هذه إلى أمور:

أولها: الاستعاذة بالله عند دخول الخلاء بقولك «اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث»

ثانيها: عدم الاستعجال قبل استفراغ المخرج؛ بمعنى أن تصبر يسيراً بعد قضاء حاجتك؛ لعله يكون في المخرج شيء من البول فيخرج؛ فقال «تنزهوا من البول فإن عامة عذاب القبر منه»

ثالثها: أن تباشر غسل المحل وقطع أثر الخارج بسهولة ويسر؛ وأرفع الدرجات في ذلك استعمال اليابس المنقي ثم الماء؛ كما هو تأويل كثير من المفسرين لقول ربنا جل جلاله {فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين}

رابعها: أن تأخذ كفاً من ماء فتنضح به فرجك وسراويلك

وعليك بعد هذا كله ألا تنظر ولا تتعمق ولا تتعمد تحريك عضوك؛ لأن علماءنا بيَّنوا أن الذكر كالضرع إن تُرك قرّ، وإن حُرك درّ

وواجب عليك أن تقطع الطريق على الوسواس بالإكثار من التهليل وقراءة آية الكرسي وحضور مجالس العلم وإهماله وعدم الالتفات إليه؛ فلا تنظر إلى القضيب ولا تبال بما يعتريك من شك في خروج قطرات من البول منك، والله الموفق والمستعان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى