هل أترك الجامعة لتعلم العلم الشرعي؟
السلام عليكم فضيلة الشيخ الفاضل، أنا فتاه عمري 18 سنة أدرس في جامعة الخرطوم كلية التربية قسم كيمياء، متنقبة والحمد لله وأرجو الله أن يثبتنا جميعاً ويعيننا على البر والتقوى، أبي رجل ملتزم والحمد لله من أسره ملتزمة عموماً، وأعلم أنه من الواجب علينا تعلُّم العلم الشرعي وأنا أحب هذا العلم كثيراً والله يعلم ذلك، أيجب عليَّ ترك هذا المجال والتوجه نحو تعلم العلم الشرعي؟ وجزاك الله خيراً.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد.
فالواجب على المسلم أن يطلب من علوم الشريعة ما يصحح به عقيدته وعبادته؛ فيجب على كل واحد منا أن يتعلم من هو ربه ومن هو نبيه صلى الله عليه وسلم؟ وكذلك بقية أركان الإيمان، كما يجب عليه أن يتعلم كيف يتطهر وكيف يصلي؟ ولا يلزم من ذلك أن نكون جميعاً متخصصين في علوم الشريعة أو أن نترك المجالات التي نحن فيها؛ فيترك التاجر تجارته والمزارع زراعته والطالب جامعته أو مدرسته؛ بل يمكن أن نطلب هذا العلم الواجب مع ممارستنا لحياتنا اليومية، في طلب معاشنا وتدبير أمورنا، ومما يعين على هذا المقصد الشريف الإكثار من السؤال؛ قال تعالى {فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون} وقال النبي صلى الله عليه وسلم «إنما شفاء العي السؤال» وكذلك حضور مجالس العلم، والقراءة في الكتب النافعة، والله الموفق والمستعان.