حكم إنشاء الأحزاب السياسية
فقد منَّ الله على عدد من بلاد المسلمين بالتحرر من حكم الطواغيت الذين ساموا المسلمين سوء العذاب، فعطلوا شرع الله، وأذلوا عباد الله، وجعلوا كتاب الله وراءهم ظهريا، ومضت سنيِّ حكمهم عجافاً، لم ينل المسلمون من وراء تسلطهم وجبروتهم خيراً؛ بل حصدوا الهشيم من فساد أخلاقي وانهيار اقتصادي وفقر مدقع وتبعية مذلة، مع نهب للثروات وانتهاك للحرمات وتعد للحدود وافتئات على الدين واختلال للموازين؛ فهبت الشعوب مدافعة عن كرامتها، ساعية في استرداد عزتها؛ فكتب الله لها النصر على أولئك الأشرار الطغام، فيما سمي بالربيع العربي، وحقيق به أن يسمى (الربيع الإسلامي)؛ لأن صوت المسلمين في تلك الثورات كان هو الأعلى والأظهر؛ ولأن المسلمين – أعني الدعاة والمستمسكين بالسنة – كانوا أكثر الناس تضرراً من حكم تلك الأوثان المتألهة واللصوص المتغلبة؛ ولأن عاقبة تلك الثورات أن الشعوب ما اختارت غيرهم حين مكِّنت من الاختيار الحر عبر صناديق الاقتراع