دور العلماء في ترشيد الحراك الشبابي
فبداية نطرح سؤالاً من هم العلماء؟ لا شك أن هذا الإطلاق يقصد به العلماء الربانيين الذين فقهوا عن الله مراده، وحفظوا حدوده؛ ولم يشتروا بآيات الله ثمناً قليلا، ويقيناً لا يدخل في هذا الحديث علماء السوء ممن هادنوا الطغيان فنطقوا بالباطل وشهدوا بالزور، وعملوا على تثبيط الهمم واكتساح العزائم، وأرادوا للناس أن يكونوا قابعين قانعين بالذل والهوان؛ علماء السوء نعني بهم أولئك الذين قصدهم من العلم التنعم بالدنيا والتوصل إلى الجاه والمنزلة عند أهلها”[1]،وهذه الظاهرة ليست جديدة بل هي في كل زمان ومكان لا يخلو الأمر من علماء باعوا دينهم بدنيا غيرهم وصاروا {يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون}[2] ولطالما حدثنا القران عن علماء بني إسرائيل الذين كانوا (يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمناً قليلاً فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون)[3]. وقد قال عيسى بن مريم –عليه السلام- مصوراً حال أولئك وكيف أنهم يصدون عن سبيل الله بمعسول القول وسيء العمل: (مثل علماء السوء كمثل صخرة وقعت على فم النهر، لا هي تشرب ولا هي تترك الماء يخلص إلى الزرع، ومثل علماء السوء كمثل قناة الحش ظاهرها جص وباطنها نتن، ومثل القبور ظاهرها عامر، وباطنها عظام الموتى