المعاملات المالية

السماسرة

سؤال في البيع والشراء.. أدخل احياناً إلى سوق الأغنام لأبيع أغنام قد اشتريتها من البوادي، وهذا السوق يسيطر علية مجموعه من الشريطية (الدلالين) فإذا جئت ببضاعتي زهَّدوا فيها وعيَّبوا فيها لكي يبخسوني في السعر. ثم يبايعوني ويعطوني سعراً زهيدا.. ثم يتركوني فإذا جاء زبون من خارج السوق ممن يتعامل معهم ويريد غنماً قالوا هذا عليها كذا وكذا!! فيقوم الزبون ويزيد شيئاً يسيراً بحكم أنه يرى أن الذي أراد أن يشتري قبله قد وضع سعراً مناسباً للبضاعة، وهو لا يعلم أن هؤلاء إنما وضعوا سعرا للمكر بي.. ولكي يسيطروا هم على السوق ولا ينافسهم أحد في السوق.. ولكي أبيع لهم بثمن بخس ثم هم بحسب خبرتهم ومعرفتهم بالسوق يحصدون مكاسب كبيرة على حسابي… هذا كله مقدمة لسؤال وهو:

هل يجوز لي أني إذا جئت إلى السوق ومعي بضاعة أن أقول لهم هذه عليها كذا وكذا بحيث أني سأجعل لي مكسب ٢٥%مثلاً إذا اشتريت غنمة ب١٠٠سأقول لهم: هذه عليها ١٢٥ وسأجعل قبل أن أقول هذا الكلام أحد اصحابي يقول لي اشتريت ب١٢٥وانا أقول له: لا أريد أكثر بالتنسيق معه حتى لا أدخل في الكذب.. هل يجوز لي هذا لأني رأيت أنه لا يصلح معهم إلا هذه الطريقة.

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد

فهذه من مفاسد الأخلاق التي جبل عليها كثير من المتعاملين في الأسواق والواجب عليك معرفة هذه الأحكام:

أولاً: صنيع أولئك (الشريطية) قد بلغ من السوء مبلغه؛ لما فيه من الكذب والله لا يحب الكاذبين، وذلك حين يصفون تلك البضاعة بما ليس فيها من العيوب، ولما فيه من المضارة والمشاقة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم (من ضار ضار الله به، ومن شاق شاق الله عليه)

ثانياً: إعطاؤهم السعر الزهيد الذي فيه غبن عمل محرّم؛ لأن الله تعالى قال {ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين}

ثالثاً: لا يجوز لك الإخبار بغير السعر الذي اشتريت به؛ لأن نبينا صلى الله عليه وسلم قد نهى عن ذلك، حيث قال (ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: … ورجل حلف على سلعة أنه اشتراها بكذا وهو كاذب) لكن يمكنك أن تضع السعر الذي تريده من غير وكس ولا شطط؛ مع يقينك أن الله تعالى هو القابض الباسط وأن الارزاق مقسومة مكتوبة، والله الموفق والمستعان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى