الكذب على الزوجة
ما رأي الدين في الكذب على الزوجة في بعض الأمور الحياتية؟
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.
أولاً: الحياة الزوجية في الإسلام مبنية على الصدق والأمانة والوفاء بالحقوق، وما ينبغي للزوج أو الزوجة أن يعتمد الكذب شعاراً لأنه بذلك تزول الثقة بينهما وتحل الريبة المنذرة بتدمير هذه الحياة التي أرادها الله عز وجل مودة ورحمة.
ثانياً: الكذب بين الزوجين جائز في المسائل التي تتعلق بالجمال والثناء عليها بما ليس فيها؛ كقولك لها: أنت أجمل الناس، ونحو ذلك من الكلمات التي تبعث فيها الثقة بالنفس وتدخل السرور عليها، وكذلك الزوجة تقول لزوجها: لولا أنت بعد الله لضعنا، أو تقول له: أنت أشجع الناس، ونحو ذلك؛ لحديث أم كلثوم بنت عقبة رضي الله عنها قالت {ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يرخص في الكذب مما يقول الناس إلا في ثلاث: في الحرب، وإصلاح ذات البين، وكلام الرجل لامرأته والمرأة لزوجها}
ثالثاً: لا يجوز لأحد الزوجين الكذب في الأمور التي تتعلق بالحقوق الواجبة؛ كأن تخرج الزوجة بغير إذن الزوج ثم إذا سألها كذبت عليه، أو أن يتعمد الزوج التقصير في النفقة ثم إذا طولب أخبر بأنه لا يملك شيئاً، وهو كاذب في ذلك، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم {يطبع المؤمن على الخلال كلها إلا الخيانة والكذب} والله تعالى أعلم.