حكم القصر والجمع في هذه الحالة
نحن نعمل في منطقة تبعد عن السكن حوالي 88 كيلو من الساعة 6:30 ص إلى 4:00 عصراً نهاية الدوام، كنا قبل ذلك نقصر الظهر والعصر، ولكن أحد العاملين معنا سأل أحد الشيوخ فقال له: لا يجوز لأن مكان العمل يعتبر مكان إقامة؛ فصار كثيرون لا يقصرون ويصلون في بيوتهم؛ علماً بأننا نصل البيت حوالي الساعة السادسة؛ فتكون صلاة العصر قد فاتت، ولا يرضى العمال بتوقف العربة في الطريق حتى لا يتأخروا؛ لأن بعضهم مساكنهم بعيدة جداً، يصل الواحد منهم بعد صلاة المغرب وفي بعض الأحيان بعد العشاء. فهل صلاتي السابقة بالقصر والجمع غير صحيحة؟ وهل علينا القضاء؟
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.
فالقصر في السفر رخصة ثابتة بقول ربنا في القرآن )وإذا ضربتم في الأرض فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة( وقول النبي صلى الله عليه وسلم {صدقة تصدق الله بها عليكم فاقبلوا صدقته} رواه مسلم، وفعله صلى الله عليه وسلم حيث إنه ما أتم في سفر قط، وما دمت أيها السائل تسافر تلك المسافة التي ذكرتها في سؤالك والتي تعدل أربعة برد فلا حرج عليك من القصر والجمع، بل هو أفضل في حقكم؛ لأن الله تعالى يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه، ولا تأثير لكونكم مسافرين في كل يوم؛ لأن المقرر عند أهل العلم هو ثبوت الرخصة في القصر للمسافر حتى من كان السفر له مهنة كسائقي الحافلات والقطارات؛ لأنهم مسافرون وقد أذن الله تعالى بالقصر للمسافر، وعليه فلا قضاء عليكم وصلاتكم صحيحة، والحمد لله رب العالمين.