أحكام الصلاة

الصلاة خلف الصف

ما هو رأي الدين في من يحضر إلى الصلاة ويجد أن الصفوف مكتملة؛ هل الأفضل أن يصلي وحده أم يجر شخصاً من الصف ليصلي معه، وجزاكم الله خيراً؟

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

فالأفضل أن يحاول أن يجد لنفسه مكاناً في الصف؛ لأن الناس ـ في الغالب ـ يتركون فرجات فيما بينهم؛ فيمكنه ـ والحال كذلك ـ أن يجد مكاناً، وأما إذا تعذر عليه ذلك فليصل وحده والصلاة صحيحة إن شاء الله؛ لأن قوله صلى الله عليه وسلم فيما رواه أحمد وابن ماجه عن علي بن شيبان رضي الله عنه {لا صلاة لمنفرد خلف الصف} محمول على من فعل ذلك اختياراً، أما من فعله اضطراراً فلا شيء عليه وصلاته صحيحة وهذا هو أوسط أقوال العلماء رحمهم الله تعالى.

وما ينبغي له أن يتخطى الصفوف ليقف إلى جوار الإمام؛ لأن السنة أن يكون الإمام وحده أمام الناس؛ ولا يجر أحداً ليقيم معه صفاً؛ لئلا يشوش عليه صلاته ولئلا ينقله من مكان فاضل إلى مكان مفضول، خاصة إذا علمنا أن الحديث في ذلك لا يصح، أعني حديث وابصة رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال لرجل صلى خلف الصف {أيها المصلي: هلا دخلت في الصف، أو جررت رجلاً من الصف؟ أعد صلاتك} قال الشوكاني رحمه الله تعالى: وفيه السري بن إسماعيل وهو متروك، وله طريق أخرى في تاريخ أصبهان لأبي نعيم، وفيها قيس بن الربيع وفيه ضعف، ولأبي داود في المراسيل من رواية مقاتل بن حيان مرفوعاً {إن جاء رجل فلم يجد أحدا فليختلج إليه رجلا من الصف فليقم معه فما أعظم أجر المختلج} والعلم عند الله تعالى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى