الصلاة على النبي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، مولانا الشيخ نحبك في الله.
أسأل فضيلتكم عن حكم الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم عند سماع ذكره في الصلاة وغيرها هل هو الوجوب ام الندب.
وحكم من يصلي خلف الإمام على مذهب الاحناف ولا يتلفظ بشيءٍ أثناء الصلاة إلا تكبيرة الإحرام والسلام خصوصاً في الصلاة الجهرية.
وحكم سب أهل الأهواء والبدع في وسائل التواصل الاجتماعي، ك منكري السنة النبوية المطهرة وبعض المضللين وجزاكم الله خير الجزاء ورفع الله قدركم.
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وأحبك الله الذي أحببتني فيه، أما بعد.
فالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم مطلوبة متى ما ذكر اسمه الشريف صلوات ربي وسلامه عليه، لقوله صلى الله عليه وسلم {رغم أنف امرئ ذُكرتُ عنده فلم يصل عليَّ} وقد تكلم الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى في (فتح الباري) على حكمه مرجحاً الاستحباب، ونقل في ذلك عشرة أقوال؛ فقال: أما حكمها، فحاصل ما وقفت عليه من كلام العلماء فيه، عشرة مذاهب:
أولها: قول ابن جرير الطبري إنها من المستحبات، وادعى الإجماع على ذلك.
ثانيها: مقابله، وهو نقل ابن القصار، وغيره الإجماع على أنها تجب في الجملة بغير حصر، لكن أقل ما يحصل به الإجزاء مرة.
ثالثها: تجب في العمر في صلاة، أو في غيرها، وهي مثل كلمة التوحيد. قاله أبو بكر الرازي من الحنفية، وابن حزم وغيرهما. وقال القرطبي المفسر: لا خلاف في وجوبها في العمر مرة، وأنها واجبة في كل حين وجوب السنن المؤكدة، وسبقه ابن عطية.
رابعها: تجب في القعود آخر الصلاة، بين قول التشهد، وسلام التحلل. قاله الشافعي، ومن تبعه.
خامسها: تجب في التشهد، وهو قول الشعبي، وإسحاق بن راهويه.
سادسها: تجب في الصلاة من غير تعيين المحل. نقل ذلك عن أبي جعفر الباقر.
سابعها: يجب الإكثار منها من غير تقييد بعدد. قاله أبو بكر بن بكير من المالكية.
ثامنها: كلما ذكر. قاله الطحاوي، وجماعة من الحنفية، والحليمي، وجماعة من الشافعية. وقال ابن العربي من المالكية إنه الأحوط، وكذا قال الزمخشري.
تاسعها: في كل مجلس مرة، ولو تكرر ذكره مرارا، حكاه الزمخشري.
عاشرها: في كل دعاء. حكاه أيضا. اهـ… ومن صلى صلاة وفق مذهب من المذاهب المتبعة فصلاته صحيحة إن شاء الله، يستوي في ذلك مذهب أبي حنيفة وغيره، وأما السب فليس من أخلاق المسلمين؛ وإنما المطلوب بيان الحق بدليله {ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة} والله الموفق والمستعان.