من الأحق بالإمامة؟
أنا حامل لكتاب الله إلا قليلا وإمام مسجدنا حامل لكتاب الله، وهو يعمد في حضرته وحضرة إخوة ممن يحسنون القراءة بتقديم أخ أعجمي يخطئ في حروف الفاتحة من ذلك نطقه لحرف العين على أنه همز(آلمين) بدل عالمين وهو أظهر أخطائه وله غيره، وحين يقرأ السورة فأخطاؤه أفحش يضيق بها صدر من يحسن القراءة، حاولت إبلاغ حكم الله إلى المسئولين فلم يستجيبوا، كلمت الأخ الأعجمي في الأمر فاستشاط غضبا، فهل أصلي خلفه أم أغادر الصلاة إذا رأيته يؤمها مع ما في ذلك من إثارة للفتنة علما وأن هذا المسجد هو الوحيد في منطقتي؟ أجيبوني أثابكم الله
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد، فالأفضل أن تعرض الأمر على لجنة المسجد؛ ليكون الأمر شورى بينهم فيختاروا أحسنَكم قراءة، فإن أبوا فاستَعِنْ على هذا الأمر بحضور بعض العلماء ممن يُبيِّنون للناس شروطَ الإمامة، واللَّحْنَ الذي يتغيَّرُ به المعنَى وتفسُدُ به القراءةُ. وأنصح السائل بتجنب التعصب البغيض؛ فإنه من الجاهلية المنتنة، ولْيَحْذَرْ تصنيفَ الناسِ إلى عربي وعجمي؛ فلا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ). الحجرات 13. قال ابن كثير رحمه الله: “فجميع الناس في الشرف بالنسبة الطينية إلى آدم وحواء سواء، وإنما يتفاضلون بالأمور الدينية، وهي طاعة الله ومتابعة رسوله صلى الله عليه وسلم؛ ولهذا قال تعالى بعد النهي عن الغيبة واحتقار بعض الناس بعضًا مُنبِّهاً على تساويهم في البشرية: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا} أي: ليحصل التعارف بينهم، كلٌ يرجع إلى قبيلته”. تفسير ابن كثير 7/385. والله الموفق.