احتلمت فتوضأت وصليت
استيقظت قبل صلاة الصبح وأنا محتلم، وزمن الصلاة قد قارب، مع العلم أنا أعمل في الجنوب ومع الصباح كان من الصعب الدخول إلى الحمام والاغتسال؛ لكثرة البعوض والحشرات وأيضاً كنت أشعر بقليل من البرد؛ لأني كنت نائماً في تكييف الفريون، ومع هذا كله لم أستطع الاستحمام في ذالك الوقت وتوضأت وذهبت وصليت. ما حكم هذا؟
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.
فالواجب على المسلم إن احتلم ولم يستطع الاغتسال لشدة برد أو خوف مرض أو خوف زيادته أو تأخر شفائه، أن يستعيض عنه بالتيمم لحين زوال عذره؛ وقد قال سبحانه {وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيداً طيباً فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم ولعلكم تشكرون} وثبت من حديث عمرو بن العاص رضي الله عنه أنه تيمم ـ وهو جنب ـ لشدة البرد متأولاً قوله تعالى {ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما} فلم ينكر عليه النبي صلى الله عليه وسلم
فكان الواجب عليك اللجوء إلى التيمم، ولا يجزئك ـ والحالة ما ذكرت ـ أن تكتفي بالوضوء، وعليه فإن الواجب عليك إعادة تلك الصلاة التي صليتها بطهارة ناقصة مع التوبة إلى الله من تقصيرك في طلب العلم الواجب عليك معرفته، والله تعالى أعلم.