أحكام الطهارة

الحمام عكس القبلة

فضيلة الشيخ عبد الحى يوسف أولا إنى أحبك فى الله عز وجل وبارك الله لنا فيك ونفعنا الله بعلمك وجزاك الله عنا كل خير وأمدك الله بالصحة والعافية إن شاء الله.. وبعد

فضيلة الشيخ عندى سؤال من فقرتين:

أولاً: أنى مقيم فى بلد من بلادنا العربية واستأجرت سكناً لى وعائلتي وبعد فترة من الزمن اكتشفت شيئاً لم أنتبه له سابقاً-أعزكم الله- وجدت اتجاه كرسى الحمام عكس القبله أي: يكون فى هذه الحالة الدبر الى القبله فماذا عليَّ؟ مع العلم أن معظم حمامات المساجد في قريتي في صعيد مصر بهذا الوضع!

السؤال الثاني: يوجد فى هذ الحمام ومكان الوضوء خاصة نمل كثير لا أدرى من أين يأتي وعند مكان الوضوء خاصة الكثير منه يقع فى الماء ثم يذهب مع الماء فى المرحاض أعزكم الله الكريم؟ فماذا عليَّ؟ مع العلم أنه يوجد حمام آخر لكن لا يصلح إلا للرجال فقط دون النساء بارك الله فيكم ونفع الله بكم.

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وأحبك الله الذي أحببتني فيه، أما بعد.

فالراجح من أقوال أهل العلم أن قضاء الحاجة إذا كان خلف ساتر فلا يضرك استقبال القبلة أو استدبارها، وذلك جمعاً بين الأحاديث التي تنهى عن استقبالها أو استدبارها كحديث أبي أيوب رضي الله عنه في الصحيحين،  وكذلك حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال “إذا جلس أحدكم لحاجته فلا يستقبل القبلة ولا يستدبرها” رواه أحمد ومسلم، والأحدايث التي تفيد جواز ذلك؛ كحديث ابن عمر رضي الله عنهما قال “رقيت يوما على بيت حفصة فرأيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم على حاجته مستقبل الشام مستدبر الكعبة”، متفق عليه، وكذلك حديث جابر الذي قال فيه “نهى النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن تستقبل القبلة ببول فرأيته قبل أن يقبض بعام يستقبلها” رواه الترمذي

وعليه فلا حرج عليكم إن شاء الله في استقبال ذلك الحمام الذي يكون الإنسان حال قضاء حاجته فيه مستدبراً القبلة. وأما النمل الذي في مكان الوضوء فلا حرج عليكم إذا ذهب مع الماء؛ لأنكم ما تعمدتم ذلك ولا قصدتموه، وقد قال سبحانه {وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم} والله تعالى أعلم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى