موت الفجأة
السلام عليكم، هل موت الفجأة يدل على سوء الخاتمة؟ ولماذا تعوذ الرسول صلى الله عليه وسلم منه؟
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد
فإن موت الفجأة يعد من علامات اقتراب الساعة، لما رواه أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (إن من اقتراب الساعة أن يرى الهلال قبلا فيقال لليلتين، وأن تتخذ المساجد طرقا، وأن يظهر موت الفجأة) وقد استعاذ منه النبي صلى الله عليه وسلم لأنه يأتي الإنسان وقد يكون غير مستعد له؛ بالتوبة النصوح وكتابة وصيته وتقيد ما يجب له أو عليه من الحقوق، ومعلوم أن الإنسان يسأل عن حقوق الناس ولو مات شهيداً؛ ففي صحيح مسلم أن الشهيد يغفر له كل ذنب إلا الدين، كما أن في موت الفجأة من فجيعة أهل الميت وأحبته أضعاف ما يصيبهم لو أنه مات بعد مقدمات تهون عليهم ألم فراقه.
ومهما يكن من أمر فإن موت الفجأة لا يدل على حسن خاتمة ولا سوئها، بل يختلف باختلاف حال ذلك الميت من الكفر أو الإيمان، والطاعة أو العصيان؛ ففي مسند أحمد من حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (موت الفجأة راحة للمؤمن وأخذة أسف للكافر) والله تعالى أعلم.