زوجي له علاقات متعددة
جزاكم الله على هذا الموقع المفيد .. أنا امرأة متزوجة، ولديَّ بنات من زوجي، واكتشفت علاقته (طريق الهاتف النقال) مع امرأة أخرى!! ويتم بينهم التراسل بالرسائل (المسجات) تتسم بطابع الحب ..ومعظم الوقت يقضيه في الخارج؛ على الرغم من أنني لست مقصرة معه في شيء..ومعظم الوقت يكلمني كأنني حمل ثقيل عليه (الله يهديه) ولكني صابرة ومحتسبه الأجر عند الله وحده سبحانه، سؤالي هو ما هي عقوبة زوجي يوم القيامة؟ هل عقوبة المرأة الخائنة بمثل عقوبة الزوج الخائن يوم القيامة؟ جزاكم الله خيرا
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.
فالواجب على الزوجين كليهما أن يتقيا الله تعالى، وأن يتحفظا مما حرمه الله، وأن يستغنيا بالحلال الطيب عن الحرام الخبيث، فإن الله تعالى شرع النكاح ليكون سبيلاً إلى العفة والصيانة؛ فيصرف العبد شهوته فيما أباحه الله، يقول ابن القيم رحمه الله تعالى: (لما كان العبد لا ينفك عن الهوى ما دام حياً فإن هواه لازم له كان الأمر بخروجه عن الهوى بالكلية كالممتنع، ولكن المقدور له والمأمور به أن يصرف هواه عن مراتع الهَلَكة إلى مواطن الأمن والسلامة؛ مثاله أن الله سبحانه وتعالى لم يأمره بصرف قلبه عن هوى النساء جملة؛ بل أمره بصرف ذلك إلى نكاح ما طاب له منهن من واحدة إلى أربع، ومن الإماء ما شاء، فانصرف مجرى الهوى من محل إلى محل، وكانت الريح دبوراً فاستحالت صَبَاً)
أما من ترك الحلال وأقبل على الحرام فإنه منكوس مطموس؛ وما يصيبه من العقوبات القدرية والشرعية جزاء فسقه وتهتكه فلا يلومن إلا نفسه؛ يقول ابن القيم رحمه الله تعالى: (الصبر عن الشهوة أسهل من الصبر على ما توجبه الشهوة، فإنها إما أن توجب ألماً وعقوبة، وإما أن تقطع لذة أكمل منها، وإما أن تضيع وقتاً إضاعته حسرة وندامة، وإما أن تثلم عرضاً توفيره أنفع للعبد من ثلمه، وإما أن تُذهب مالاً بقاؤه خير له من ذهابه، وإما أن تضع قدراً وجاهاً قيامه خير من وضعه، وإما أن تسلب نعمة بقاؤها ألذ وأطيب من قضاء الشهوة، وإما أن تطرق لوضيع إليك طريقاً لم يكن يجدها قبل ذلك، وإما أن تجلب هماً وغماً وحزناً وخوفاً لا يقارب لذة الشهوة، وإما أن تنسي علماً ذكره ألذ من نيل الشهوة، وإما أن تُشمت عدواً وتحزن ولياً، وإما أن تقطع الطريق على نعمة مقبلة، وإما أن تحدث عيباً يبقى صفة لا تزول؛ فإن الأعمال تورث الصفات والأخلاق)
وما يصنعه الزوج ـ سامحه الله ـ إنما هو درجة من درجات الزنا؛ كما قال نبينا صلى الله عليه وسلم {كتب على ابن آدم نصيبه من الزنا مدرك ذلك لا محالة، فالعينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع، واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش، والرجل زناها الخطا، والقلب يهوى ويتمنى، ويصدق ذلك الفرج ويكذبه} رواه الشيخان من حديث أبي هريرة رضي الله عنه
والذي أنصح به الأخت أن تتعبد الله تعالى بحسن التبعل لزوجها بأن تتزين وتتجمل وتتطيب؛ {معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون} فإن بعض الأزواج يزيغ قلبه وينحرف سلوكه نتيجة إهمال من الزوجة لحقوقه وإقبالها على خاصة نفسها أو اشتغالها بالأولاد عنه، كما أنصحك بأن تستعيني بالدعاء، وأسأل الله أن يأجرك الثواب الجزيل، والله المستعان.