العقيدة

اخي ساحر

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. من فضلكم يا شيخي: أخي الأكبر يعمل السحر للناس؛ وهذه هي وظيفته! قمت بزيارته ووجدته على حالة يرثى لها، وفهمت منه أنه يكره هذا العمل؛ لكنه لا يجد الأموال من غيره، وبعد رجوعي من بيته بكيت شفقة عليه، أود دعوته إلى التوحيد لكنه متكبر، وأنا خائف منه! فماذا أفعل؟ ساعدوني جزاكم الله خيرا. علماً أنه قدَّم لي مبلغاً من أجر عمل السحر فهل يجوز لي أكل هذا المبلغ؟ بارك الله فيكم.

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد.

فلا يجوز لك قبول هذا المبلغ الذي بذله لك أخوك؛ لأنه ناتج عن عمل محرم، وإن الله تعالى إذا حرم شيئاً حرم ثمنه، وأعمال السحر والشعوذة كسبها محرم؛ قال النبي عليه الصلاة والسلام {حلوان الكاهن خبيث} والمطلوب منك تجاه أخيك عدة أمور:

أولها: الدعاء له بالهداية وأن يمن الله عليه بتوبة نصوح؛ فإن السحر من كبائر الذنوب الموجبة لغضب الله تعالى وحلول مقته؛ بل ممارسته كفر عند جمع من أهل العلم، وقد قال الله تعالى ((وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر)) وهو علم يضر ولا ينفع؛ كما قال سبحانه ((ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم))

ثانيها: بذل النصح له بعظم ما يقترفه من جرم وأن حكمه في شرع الله القتل؛ وقد كتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن اقتلوا كل ساحر وساحرة، وقتلت حفصة رضي الله عنها جارية لها سحرتها، كما أن هذا العمل مُجَرَّم قانوناً؛ لعل في ذلك تخويفاً له.

ثالثها: عند أخيك مشكلة أصيلة وهي ضعف الإيمان؛ فلو أيقن حقيقة بأن الله هو الرزاق ذو القوة المتين، وأنه سبحانه متكفل برزق العباد جميعاً لسلك السبل الشرعية لتحصيل الرزق؛ فإن الله تعالى لم يجعل الرزق في الحرام، وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام {إن روح القدس نفث في روعي أنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها وأجلها؛ فاتقوا الله وأجملوا في الطلب، ولا يحملنكم طلب الرزق على أن تطلبوه بمعصية الله؛ فإن ما عند الله لا يطلب بمعصيته} فاعمل على تقوية إيمانه بعد توبته إلى الله.

رابعها: إن لم تكن مستطيعاً بذل النصح له مباشرة لكونك تهابه فاستعن بمن يستطيع مواجهته وزجره؛ فإن هذا من التعاون على البر والتقوى، والله المستعان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى