قضايا معاصرة

الهجرة إلى فرنسا

انا متزوج وعندي بنت وولد ونقيم في فرنسا. الحمد لله انا وزوجتي ملتزمين ولكن نخشى على اطفالنا. ما حكم الهجرة بالنسبة لنا؟ ما هو إظهار الشعائر؟ اثابكم الله

الجواب: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد، فيجب على هذا السائل من فرنسا وكلِّ من يخشى على نفسِه وعيالِه الفِتنةَ مُغادَرةُ بلادِ الكُفر؛ حِفاظاً على دينِهم ودَفْعاً لِلحرامِ الذي يُهَدِّدُ أُسَرَهم. ولا خيرَ في الإقامةِ في بلدٍ يُضيِّعُ فيه المسلمُ دينَه، ويخسرُ دُنياه وأُخْراه وأرض الله واسعة! وهل عُدِمَ العملُ والدراسةُ واستثمارُ الأموالِ في الدُّوَلِ الإسلامية؟ وإني أُحذِّرُ إخواني من الفِتْنةِ في الدِّين ومن سُوءِ الخاتمةِ، وأنصَحُهم أنْ لا يُخْدَعُوا بالتعلُّقِ بالمصالِحِ الموهُومة؛ وأيُّ مَصْلَحةٍ للعبدِ إذا ضاع دِينُه؟! وأُذكِّرُهم بقولِ الله عزَّ وجل (إنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالْوَاْ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا) وأقول لإخواني الذين فضَّلوا الغربَ بحثاً عن اللجوء السياسي: إنكم مسؤولون أمام الله عزَّ وجلَّ عن دينِكم وأبنائكم ولا عُذْرَ لكم؛ فما زال بحمدِ الله في بلادِ الإسلام مَن يُجِيرُ المستَضْعَفِين. فإنْ عَجَزَ العبدُ عن الهجرةِ بدينِه بعد استِفْراغِ وُسْعِه؛ حتى صار كالذين (لاَ يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلاَ يَهْتَدُونَ سَبِيلاً)؛ فيجب عليه السَّعيُ الحثيثُ في إحْصانِ نفسِه بالزواج وغضِّ البصرِ والإكْثارِ من الصوم كما قال صلى الله عليه وسلم: (مَنْ اسْتَطَاعَ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ؛ فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ؛ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ) [صحيح البخاري ح 1772 وصحيح مسلم ح 2485]. ولْيَحْرِصْ على صُحْبةِ الأخيارِ والبُعْدِ عن رِفاقِ السُّوءِ الذين يُزيِّنُون له الحرام، ولْيَجْتَهِدْ في محاولةِ الهجرة بدينِه؛ فإنْ عَلِمَ الله عزَّ وجلَّ صِدْقَ تقواه وحِرْصَه على حِفْظِ دينِه جعلَ له مخرجاً. والله المستعان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى