الآداب في فترة الخطبة
أسأل – وفقكم الله وأدامكم علينا نعمة – عن آداب الإسلام في فترة الخطوبة؟
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد
فأسأل الله تعالى أن ييسر أمرك ويهيئ لك رشدا، والآداب الشرعية المتعلقة بفترة الخطوبة تتمثل في أمور ينبغي أن يلتزم بها الرجل والمرأة جميعاً، وخلاصة تلك الآداب:
أولاً: أن يستشير أهل الفضل والصلاح؛ لأن فاطمة بنت قيس رضي الله عنها لما طلقها زوجها وحلت من عدتها خطبها معاوية وأبو الجهم رضي الله عنهما؛ فاستشارت النبي صلى الله عليه وسلم؛ فأشار عليها بأن تنكح أسامة بن زيد رضي الله عنهما
ثانياً: أن يحرص على ذات الدين؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم {تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها؛ فاظفر بذات الدين تربت يداك} وكذلك المرأة تحرص على ذي الدين؛ لقوله عليه الصلاة والسلام {إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه؛ إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير}
ثالثاً: أن يحرص المسلم على خطبة البكر؛ لقوله النبي صلى الله عليه وسلم {فهلا بكراً تلاعبها}
رابعاً: أن ينظر كل من الرجل والمرأة إلى صاحبه؛ لحديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم؛ فأتاه رجل؛ فأخبره أنه تزوج امرأة من الأنصار، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم {أنظرت إليها}؟ قال: لا. قال {فاذهب فانظر إليها، فإن في أعين الأنصار شيئا} والمرأة تطلب من الرجل ما يطلبه هو منها؛ أعني جمال الهيئة والشكل
خامساً: الحرص على آداب الشرع في عدم الخلوة بالمخطوبة؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم {لا يخلون رجل بامرأة إلا مع ذي محرم} وفي الحديث {لا يخلون رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما}
سادساً: أن يتقدم الخاطب ببعض الهدايا بما لا يثقل كاهله؛ استجلاباً للرضا والقبول؛ ولقول النبي صلى الله عليه وسلم {تهادوا تحابوا}
قال بعضهم في وصفها شعرًا:
صفات من يستحب الشرع خطبتها … جلوتها لأولي الأبصار مختصرًا
حسيبة ذات دين زانها أدب … ولو لم تكن حوت في حسنها القمرا
غريبة لم تكن من أهل خاطبها … هذي الصفات التي أجلو لمن نظرا
بها أحاديث جاءت وهي ثابتة … أحاط علما بها من في العلوم قرا