حب المرأة لغير زوجها
هل يجوز للمرأة المتزوجة أن تحب غير زوجها؟ وإذا لم يكن لها ذلك فما ذنبها وقلب الإنسان ليس ملك يديه؟ حتى إن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يقسم بين زوجاته ويقول: “اللهم هذا قسمي فيما أملك، فلا تؤاخذني فيما تملك، ولا أملك” يعني أمر القلب.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.
فيلزم التنبيه أولاً إلى وجوب الاحتياط عند إيراد نصوص الكتاب والسنة، والاستشهاد بهما على أمر ما؛ حذراً من الدخول تحت طائلة قوله تعالى {إن الذين يلحدون في آياتنا لا يخفون علينا} وقوله سبحانه {إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله وأولئك هم الكاذبون} والحديث الوارد في السؤال «اللهم هذا قسمي فيما أملك» إنما قاله النبي صلى الله عليه وسلم في بيان أن العدل بين الزوجات في المحبة القلبية ليس بواجب لأنه خارج عن وسع العبد؛ وهو المقصود بقوله تعالى {ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم} لكن لا يصح الاستشهاد به في سبيل إقرار أن يتبع العبد هواه ويساير نفسه فيما تهواه؛ ولو كان في ذلك انتهاك للحرمات أو تعد للحدود.
هذا والواجب على المرأة المسلمة أن تحفظ عرضها وتغض بصرها وترضى بما قسم الله لها؛ فتحسن عشرة زوجها وتقوم نحوه بما أوجب الله عليها من حسن التبعل وأداء الحقوق، وولو حصل أن مال قلبها نحو رجل غير زوجها فإنها تزمُّ نفسها بزمام الشرع، وتلتزم حدود الله عز وجل؛ ولا تفتح على نفسها باباً يلج منه الشيطان فيؤزها على معصية الله أزا، والخاطر الذي مر بقلبها من ذلك الميل الطارئ فإنها لا تؤاخذ به؛ لأنه خارج عن وسعها، والله تعالى أعلم.