أحكام الصلاة

يترك الجمعة بسبب وردية العمل

أسأل عن حكم من يعمل في مصنع يعمل كل أيام الأسبوع بنظام ورديتين ليل ونهار، ويقتضي العمل في وردية النهار يوم الجمعة أن يفوِّت العامل صلاة الجمعة بحيث لا يمكنه الذهاب للصلاة وترك الآلات تعمل دون متابعتها ومراقبتها، هل هو معذور في تركه الصلاة أم لا؟ وإذا كانوا ثلاثة أفراد هل يمكنهم إقامة جمعة أم يصلونها ظهراً؟

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

فصلاة الجمعة واجبة على كل مسلم ذكر بالغ عاقل لم يقم به عذر يمنعه من السعي إليه، وقد قال الله تعالى {يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع} ولا يحل لمسلم أن يتخلف عنها لغير عذر شرعي، وإلا صدق عليه الوعيد الوارد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم (لينتهين أقوام عن ودعهم الجمعات أو ليختمن الله على قلوبهم ثم ليكونن من الغافلين) قال القاضي عياض رحمه الله تعالى: قيل: هو إعدام اللطف وأسباب الخير، وقيل: هو خلق الكفر في صدورهم، وهو قول أكثر متكلمي أهل السنة، يعني الأشعرية، وقال غيرهم: هو الشهادة عليهم، وقيل: هو علامة جعلها الله تعالى في قلوبهم ليعرف بها الملائكة من يمدح ومن يذم، قال العراقي: والمراد بالطبع على قلبه أنه يصير قلبه قلب منافق، وقد قال تعالى في حق المنافقين {فطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون} ويتضاعف الوعيد ويشتد إذا تخلف عن ثلاث جمع فأكثر، لما رواه أحمد وأصحاب السنن من حديث أبي الجعد الضمري ـ وله صحبه ـ من أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (من ترك ثلاث جمع تهاوناً بها طبع على قلبه) وبلغ من عناية النبي صلى الله عليه وسلم بأمرها أن هم بعقوبة من يتخلفون عنه عقوبة بليغة، فعن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لقوم يتخلفون عن الجمعة (لقد هممت أن آمر رجلا يصلي بالناس، ثم أحرِّق على رجال يتخلفون عن الجمعة بيوتهم) رواه أحمد ومسلم

فلا يجوز لك أيها الأخ الكريم أن تتخلف عن الجمعة بعذر العمل، لأنك بذلك تكون على خطر عظيم، بل الواجب عليك السعي إليها، ولا يصح ـ في قول جماهير العلماء ـ إقامة الجمعة بثلاثة أشخاص، وإذا كنت مقيماً في السودان فالأمر هيِّن إذ المساجد لا تصلي في وقت واحد، بل يمكنك أن تتناوب مع زملائك؛ فيذهب واحد مثلاً ويبقى اثنان لمراقبة الآلات وتشغيلها، والله تعالى أعلم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى