أحكام الزواج والطلاق ومعاشرة الأزواج

الزواج من غير رضا الوالد

السلام عليكم ورحمة الله .. في البداية أحب أن أشكر القائمين علي الموقع جزاكم الله خيرًا، ووفقكم إلي ما يحب ويرضي

سؤالي هو .. أنا شاب أعيش وأدرس في دولة غربية..والحمد لله أحاول أن ألتزم بقدر الإمكان، ولا يخفي عليك كمية الفتن الموجودة في هذه البلدان خصوصا للشباب..

وإن شاء الله أنوي الزواج في أقرب وقت وهنا سؤالي:

أنا أكبر البيت والوالد عندما أتحدث معه عن موضوع الزواج يقول لي: عندما تتخرج، وأنا امامي عدة سنوات إلى التخرج، ووالدي لا يقدر كمية الفتنة الموجودة وصعوبة الاستقامة مع هذه الفتن..

الشئ الثاني في هذه البلد يوجد الكثير من المسلمين والحمد لله، والجالية المسلمة من أكبر الجاليات في أوربا وتوجد من الفتيات الملتزمات الكثير، ما رأيك يا شيخ هل أتزوج من هنا ام من بلدي؟ مع العلم انه إذا اردت الزواج من بلدي إجرآءت استقدام الزوجة تحتاج وقت طويل؟ فكيف يمكنني أن أقنع أبي بضرورة الزواج في أقرب وقت؟؟ جزاكم الله خيرًا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد.

فجواباً على سؤالك لا بد من تقرير أمرين مهمين:

أولهما أن رضا الوالدين مطلوب، والسعي في برهما والإحسان إليهما وطاعتهما أمر مرغوب، وقد دلت عليه نصوص الشريعة المتواترة

ثانيهما: أن الزواج لا خلاف في مشروعيته في ديننا، وهذه المشروعية قد ترتقي إلى درجة الوجوب في بعض الأحوال، ومنها الحالة التي تتحدث عنها؛ حيث تعيش في بيئة قد أحاطت بها أسباب الفتن، والإنسان معرض للوقوع في الحرام في أي ساعة من ليل أو نهار

ويمكنك الجمع بين الحسنيين والتوفيق بين الأمرين وذلك بالمبادرة إلى الزواج استجابة لأمر الله عز وجل حين قال {فانكحوا ما طاب لكم من النساء} وأمر النبي صلى الله عليه وسـلم حين قال “يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج” ولأن الزواج في حقك تستعف به عن الزنا، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب

ثم عليك بذل جهدك واستفراغ وسعك في بر الوالد والإحسان إليه حتى يستقر في روعه أن زواجك لن يكون على حساب برك به وقيامك بحقوقه، وسل الله الإعانة والتوفيق والتسديد

ويمكنك استشارة من تثق به ممن هم معك حيث أنت من أجل الترجيح بين الزواج من فتاة من بلدك أو من البلد التي أنت بها، وسل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ويرضيك به.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى