أحكام الصلاة

سدل اليدين في الصلاة

ما هو حكم إسدال اليدين فى الصلاة؟

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

فالسنة هي قبض اليدين ووضعهما على الصدر أو تحته؛ يدل على ذلك ما رواه مسلم من حديث وائل بن حجر رضي الله عنه أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم رفع يديه حين دخل في الصلاة وكبر ثم التحف بثوبه ثم وضع اليمنى على اليسرى فلما أراد أن يركع أخرج يديه ثم رفعهما وكبر فركع فلما قال سمع الله لمن حمده رفع يديه فلما سجد سجد بين كفيه” وفي رواية لأحمد وأبي داود “ثم وضع يده اليمنى على كفه اليسرى والرسغ والساعد” وقد ذهب إلى سُنِّيَّة ذلك جمهور أهل العلم، واستدلوا على ذلك بعشرين حديثاً منقولة عن ثمانية عشر من الصحابة رضي الله عنهم، منها ما رواه أحمد والبخاري عن أبي حازم عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال ” كان الناس يؤمرون أن يضع الرجل اليد اليمنى على ذراعه اليسرى في الصلاة” قال أبو حازم: ولا أعلمه إلا ينمي ذلك إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ومنها ما رواه أصحاب السنن إلا الترمذي عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه كان يصلي فوضع يده اليسرى على اليمنى فرآه النبي صلى الله عليه وآله وسلم فوضع يده اليمنى على اليسرى. قال حافظ المغرب أبو عمر بن عبد البر رحمه الله تعالى: لم يأت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيه خلاف.ا.هــــ

 ونقل ابن القاسم عن مالك السدل وخالفه ابن عبد الحكم فنقل عن مالك الوضع والرواية الأولى عنه هي رواية جمهور أصحابه وهي المشهورة عندهم. ونقل ابن سيد الناس عن الأوزاعي التخيير بين الوضع والإرسال، وقد احتجوا بأن القبض مناف للخشوع وهو مأمور به في الصلاة!! قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى: قال العلماء الحكمة في هذه الهيئة: إنها صفة السائل الذليل وهو أمنع من العبث وأقرب إلى الخشوع، ومن اللطائف قول بعضهم: القلب موضع النية والعادة أن من احترز على حفظ شيء جعل يديه عليه.ا.هـــ

وخلاصة القول أن من صلى سادلاً فصلاته صحيحة وقد فوت على نفسه أجر اتباع السنة، والله تعالى أعلم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى