العبادات

لا أجد في الصلاة خشوعا ولا للدعاء لذة

أعاني دوماً من القلق المستمر وعدم الاطمئنان في الصلاة أو أثناء قراءة القرآن، حتى الدعاء لا أستطيع أن أدعو، نفسي أحس بالاطمئنان أثناء صلاتي وتلاوتي وأخشع فيهما، ونفسي وأمنيتي أن أتضرع بالدعاء لله سبحانه وتعالي، ولا أدري ماذا بي! أخاف أن أكتب من المتكبرين، وعندما أنتهي من الصلاة لا أكمل تسبيحي إلا وأرفع سجادتي، وأحياناً أكمله بعد وقوفي وربما لا، حتى إنني بعض الأحيان أضغط على نفسي بالجلوس والدعاء والابتهال، لكنني لا أحس بما أقول، وأحسها كأنها تأدية واجب، أرحني يا شيخنا الجليل وانصحني بما أفعل.

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

فإنني أسأل الله تعالى لي ولك إيماناً صادقاً ويقيناً ليس بعده كفر، ورحمة ننال بها شرف كرامته في الدنيا والآخرة، كما أسأله لي ولك إيماناً لا يرتد ونعيماً لا ينفذ، ومرافقة نبيه صلى الله عليه وسلم في أعلى جنان الخلد.

ويا أخي لست من المتكبرين إن شاء الله وسؤالك دليل على ذلك؛ إذ المتكبر هو من لا يعبد الله ولا يحرص على رضاه؛ كما قال سبحانه ((إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين)) وإني موصيك بأمور:

أولها: أكثر من الدعاء بأن يرزقك الله قلباً خاشعاً ولساناً ذاكرا

ثانيها: تب إلى الله تعالى من المعاصي؛ فإن المعصية تجعل على القلب الران الذي يحول بينه وبين التلذذ بالعبادة، وتشتت هَمَّه وتفقده الإنس بربه

ثالثها: احرص في صلاتك على التقيد بالسنة؛ عملاً بقول النبي صلى الله عليه وسلم (صلوا كما رأيتموني أصلي) واستحضر عظمة من تقف بين يديه سبحانه

رابعها: ادع الله تعالى بجوامع الكلم واحرص على أدعية القرآن وصحيح السنة، ولا تُعَنِّ نفسَك بالدعاء المسجوع المتكلَّف

خامسها: جاهد نفسك على ما مضى ذكره، واصبر على ذلك حتى يتحقق لك ما تريد من لذة العبادة وخشوع القلب، ولا تظنن الأمر سهلاً بحيث يحصل لك متى ما أردت، بل استعن بالله ولا تعجز، واعلم أن النصر مع الصبر، والله الهادي إلى سواء السبيل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى