تحريك اللسان والشفتين في الصلاة
كنت أتناقش مع بعض الإخوة وعلمت منهم أنه يجب تحريك الشفتين واللفظ باللسان بقدر إسماع النفس، وذلك في الصلاة السرية، وقد قمت بالبحث في ذلك وتبين لي صحة حديثهم من فتاوى للشيخ العثيمين رحمه الله وكذلك للشيخ ابن باز رحمه الله، وحقيقة قد أغمني الأمر كثيراً إذ إنني لم أكن أطبق ذلك على الأغلب الأعم في الصلوات المفروضة وفي النوافل، وخصوصاً قيام الليل وكذلك الأذكار (إذ أتوخي أن لا يسمعني أو يحس بذلك احد) والآن أنا أتساءل هل تنطبق هذه الأحكام عليَّ صلاة الجماعة؟ أيضاً: هل يجب عليَّ أن أعيد هذه الصلوات مع العلم أنني لا أعرف عددها؟ أخيراً أرجو أن تدلني على كتاب في فقه الصلاة وأحكامها؛ أفتني يا شيخنا فرج الله همك…
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.
فمن أيسر الكتب التي تتعلم منها أحكام الصلاة وغيرها كتاب (فقه السنة) للشيخ السيد سابق رحمه الله تعالى، وعليك ـ أخي ـ أن تكثر من السؤال عما أشكل عليك حتى تتفقه في دينك، وتعبد ربك على بصيرة؛ فإن العلم قبل القول والعمل.
والمطلوب في الصلاة والذكر وقراءة القرآن أن تحرك لسانك وشفتيك، وإذا كانت الصلاة جهرية فأدنى الجهر للرجل أن يُسمِعَ من يليه ولا حد لأعلاه، وأدناه للمرأة أن تسمع نفسها، وأعلاه أن تسمع من يليها، وأما إجراء القرآن والذكر على القلب من غير تحريك للسان والشفتين فهذا حديث نفس لا يترتب عليه شيء وليس فيه ثواب ولا عقاب، وأما صلواتك التي مضت فلست مطالباً بإعادتها لأنك معذور بجهلك بهذا الحكم؛ فاستغفر الله من التقصير الذي كان في طلب العلم الضروري واستقبل ما يكون من صلاتك بحسب ما حصل لك من علم، والله المستعان.