قضايا معاصرة

دكتورة في جامعة مختلطة

هل يجوز للدكتورة الجامعية إلقاء المحاضرات في الجامعات المختلطة؟

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

فالأصل أن يتولى تعليم الرجال رجال، وتعليم النساء نساء، لكن لو كان ثمة ندرة في تخصص ما فلا مانع أن يدرِّس الرجالَ نساءٌ والعكس كذلك؛ شريطة الالتزام بالآداب الشرعية من الزي المحتشم وغض البصر والتحلي بالحياء في الأمر كله.

وأما إذا كان السؤال عن الوضع القائم الآن في أغلب بلاد الله فإنني أقول بأنه خاطئ نظراً لكون كثيرين لا يرون به بأساً أصلاً، ولذلك يعمدون إلى خلط الرجال بالنساء؛ لا في مؤسسات التعليم فقط بل في أماكن العمل والمواصلات كذلك؛ بما يتبع ذلك من مخالفات شرعية ومضايقات يومية يتعرض لها النساء، بالإضافة إلى الأضرار الأخلاقية والاقتصادية والأكاديمية التي تحصل من جراء الاختلاط، والتي ثبتت من خلال دراسات علمية محترمة، فمن المشكلات الأخلاقية: إثارة الفتنة، والتصنع في التصرفات من قبل الجنسين، وتَعَرُّض الفتيات لمضايقات الشباب، وضعف الوازع الديني بسبب تَعَوُّد الطلبة على الممارسات الخاطئة واستباحة المنكرات لكثرة تكرارها، وانتشار ظاهرة السفور، بسبب تبرج الطالبات ولباسهن المخالف للزي الإسلامي، فطالبات الجامعة اللاتي يرحن ويرجعن بين البيت والجامعة سافرات متبرجات يلبسن ثياباً رقيقةً قصيرة، وانتشار الجرائم الأخلاقية مثل الزنا، فإن كثرة المخالطة مع وجود عوامل الفتنة تؤدي إلى ارتكاب الفاحشة، وفساد الأخلاق عند الطرفين.

ومن المشكلات الأكاديمية: عدم الحرية في النقاش أثناء المحاضرات، وهذا يظهر في عدم رغبة الطلاب والطالبات بالمشاركة في الدرس خيفةَ أن يخطئ أحدهم فيُحْرَج أمام الجنس الآخر، فتُشَوَّه صورته أمام من يود كسب رضاه من الجنس الآخر، وتعاطف المدرسين مع الطالبات وذلك على حساب الطلاب، والتغيُّب عن المحاضرات وعدم الالتزام بحضورها بسبب انشغال كل جنس مع الآخر، وصعوبة ممارسة النشاطات الجادة والفاعلة وخاصة التي تُمارَس في ساحات الجامعة، وتحويل الجامعة عن الغاية الأساسية التي وُجدت من أجلها، كما أن فيه قتلاً للوقت لكثرة التفكير بالجنس الآخر، وضعف التحصيل العلمي. وتعرُّض الأستاذ للحرج وعدم توضيح الكثير من القضايا لوجود الطالبات، وإعطاء الأستاذ أكبر قدر من الاهتمام للطالبات على حساب الطلاب، وإذا كان المعلم أنثى، فهذا يؤثر على نفسية الطلاب ولا يقبلون تلقي العلم من امرأة.

ومن المشكلات الاقتصادية: محاولة إظهار كلٍّ من الجنسين كرمَه وسخاءه أمام الجنس الآخر، وبذلك يتحمل كلٌّ منهما مسؤوليات مادية كثيرة قد تضطره لإرهاق نفسه بالديون، أو اللجوء إلى تصرفات غير مرغوب بها لتحصيل المال، والمبالغة في النفقات على اللباس والمظهر الخارجي من قبل الجنسين وخاصة الطالبات.

 ومن المشكلات الاجتماعية: التقليل من قدر المرأة في المجتمع حيث تصبح عارضةَ أزياء تلفت الأنظار، فتعتبرُ نفسها كسلعة قابلة للعرض، والآثار السلبية في الحياة الأسرية للطلاب والطالبات المتزوجين، فقد يكون سبباً في دمار هذه الأسرة وتشتيت شملها بسبب تعرف الشاب على فتاة أخرى غير متزوجة مثلا! وعزوف الشباب عن الزواج والاكتفاء بالعلاقات غير المشروعة.

ومن المشكلات النفسية: القلق والاضطراب والخوف من الجنس الآخر نتيجة ما يرى من ممارسات خاطئة، والصراع الداخلي في نفس الشاب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى