قلت إني غير مسلم
مررت بمشكله عصيبة، وقلت: إنني لست مسلماً جاداً!! ربما لكي يستجيب الله دعائي؛ لأني عرفت إن الله يعجل باستجابة دعاء الكافر!! لكن تراجعت ثم اغتسلت ونطقت بالشهادتين، لكن المشكلة إنني كل مرة أشك في الغسل فأعيد النطق بالشهادتين واغتسل مره أخرى وهكذا!! السؤال هل الغسل جزء أساسي لمن دخل في الإسلام؟ وهل تتوقف العبادة على الغسل الأول؟ علماً بأنني أغتسل من الجنابة بدون وساوس. وبم تنصحوني؟ أرجو الإجابة في أسرع وقت ممكن وشكرا
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.
فيا أخي اعلم أن الشيطان قد استحوذ عليك حتى صوَّر لك جملة من الأوهام على أنها حقائق، وإن الواجب عليك أن تعنى بطلب العلم والسؤال عن أحكام دينك حتى تكون على بينة من أمرك، وإليك ـ بارك الله فيك ـ البيان:
أولاً: عليك تتوب إلى الله تعالى من ادعاء الكفر؛ فإن هذه الفعلة من الكبائر؛ إذ لا يجوز لك ذلك جاداً كنت أو هازلاً؛ كما قال سبحانه {ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون * لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم}
ثانياً: ليس صحيحاً ما تعتقده من أن الكفر سبب لسرعة استجابة الدعاء؛ بل هذا محض وهم؛ وقد قال ربنا جل جلاله {أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء} وقال سبحانه {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان} وقال {وقال ربكم ادعوني أستجب لكم} فعليك أن تخلص الدعاء لله، وتحصِّل آداب الدعاء، وما أسرع الإجابة إن شاء الله؛ فإنه سبحانه لا يخلف الميعاد.
ثالثاً: من دخل في الإسلام يستحب له الغسل عند جماعة من أهل العلم؛ استدلالاً بحديث ثمامة بن أثال رضي الله عنه، وقال بعضهم بالوجوب، لكن ما يحدث معك هو محض تلاعب من الشيطان بك؛ فاستعذ بالله منه، واعلم بأن الأصل في المسلم بقاء إسلامه، ولا ينتقل عن هذا الأصل إلا بيقين، والله تعالى أعلم.