أحكام الزواج والطلاق ومعاشرة الأزواج

هل أخبر خطيبي بمرضي؟

أنا عندي مشكلة في القلب (ارتخاء في صمام القلب) أخبرني الطبيب بأني لا أحتاج الى علاج في الوقت الحالي سوى المتابعة كل أربعة أشهر.. سؤالي يا شيخ أنه تقدم شاب لخطبتي فهل أخبره بمرضي أرجو أن تجيب على سؤالي جزاك الله خير.

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

فأسأل الله تعالى لك شفاء عاجلاً وفرجاً قريبا، وأن يجعل ما أصابك كفارة للذنوب والخطايا؛ إنه خير المسئولين وخير المعطين، والذي أستحبه لك أن تخبري خطيبك بحقيقة مرضك وما قاله الطبيب لك؛ ليكون ذلك أدعى لطمأنينة قلبه ولدوام المودة بينكما إن شاء الله؛ اعتباراً بما قاله بعض أهل العلم بأن كل مرض يؤثر على الحياة الزوجية ينبغي الإخبار به قبل الزواج، قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى بعد أن ذكر العيوب التي يُرَدُّ بها النكاح والتي نص عليها الفقهاء رحمهم الله تعالى: وَأَمّا الِاقْتِصَارُ عَلَى عَيْبَيْنِ أَوْ سِتّةٍ أَوْ سَبْعَةٍ أَوْ ثَمَانِيَةٍ دُونَ مَا هُوَ أَوْلَى مِنْهَا أَوْ مُسَاوٍ لَهَا فَلَا وَجْهَ لَهُ فَالْعَمَى وَالْخَرَسُ وَالطّرَشُ وَكَوْنُهَا مَقْطُوعَةَ الْيَدَيْنِ أَوْ الرّجْلَيْنِ أَوْ إحْدَاهُمَا أَوْ كَوْنُ الرّجُلِ كَذَلِكَ مِنْ أَعْظَمِ الْمُنَفّرَاتِ وَالسّكُوتُ عَنْهُ مِنْ أَقْبَحِ التّدْلِيسِ وَالْغِشّ وَهُوَ مُنَافٍ لِلدّينِ وَالْإِطْلَاقُ إنّمَا يَنْصَرِفُ إلَى السّلَامَةِ فَهُوَ كَالْمَشْرُوطِ عُرْفًا وَقَدْ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرُ بْنُ الْخَطّابِ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ لِمَنْ تَزَوّجَ امْرَأَةً وَهُوَ لَا يُولَدُ لَهُ أَخْبِرْهَا أَنّكَ عَقِيمٌ وَخَيّرْهَا فَمَاذَا يَقُولُ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ فِي الْعُيُوبِ الّتِي هَذَا عِنْدَهَا كَمَالٌ لَا نَقْصٌ ؟ وَالْقِيَاسُ أَنّ كُلّ عَيْبٍ يُنَفّرُ الزّوْجَ الْآخَرَ مِنْهُ وَلَا يَحْصُلُ بِهِ مَقْصُودُ النّكَاحِ مِنْ الرّحْمَةِ وَالْمَوَدّةِ يُوجِبُ الْخِيَارَ وَهُوَ أَوْلَى مِنْ الْبَيْعِ كَمَا أَنّ الشّرُوطَ الْمُشْتَرَطَةَ فِي النّكَاحِ أَوْلَى بِالْوَفَاءِ مِنْ شُرُوطِ الْبَيْعِ وَمَا أَلْزَمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ مَغْرُورًا قَطّ وَلَا مَغْبُونًا بِمَا غُرّ بِهِ وَغُبِنَ بِهِ وَمَنْ تَدَبّرَ مَقَاصِدَ الشّرْعِ فِي مَصَادِرِهِ وَمَوَارِدِهِ وَعَدْلِهِ وَحِكْمَتِهِ وَمَا اشْتَمَلَ عَلَيْهِ مِنْ الْمَصَالِحِ لَمْ يَخْفَ عَلَيْهِ رُجْحَانُ هَذَا الْقَوْلِ وَقُرْبُهُ مِنْ قَوَاعِدِ الشّرِيعَةِ.ا.هـــ

فخير لك أن تخبري زوجك بأمرك، والله تعالى المسئول أن يقدر لك الخير حيث كان ويرضيك به، وهو الموفق والمستعان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى