وسواس في الطهارة
أنا كنت أعاني من وسواس قهري في جانب الطهارة والوضوء والصلاة؛ كنت كلما أخرج من الخلاء أشعر بخروج نقطة بول، مع العلم أنه في بعض الأحيان يكون الشعور صحيحاً وأجد بالفعل نقطة بول قد خرجت. بعد ذلك تحولت المشكلة لوسوسة شديدة في جميع عباداتي خاصة الوضوء والصلاة وحتى الصوم. المشكلة أنني بعد فترة حاولت التخلص من الوسوسة وذلك بالضغط على نفسي بأن أقسم بالله ألا التفت إلى الوسواس عندما أتوضأ أو أستنجي، ولكنني لا أستطيع بفرط قوة الوسوسة؛ فأعود وأغسل ذكري أو أعود فأعيد الوضوء في حال الشك ببطلانه. ولست أعرف كم مرة أقسمت ولم أبر بقسمي ولكنني وضعت رقماً تقريبياً حوالي 400 مرة مع العلم أنها كلها بسبب الوسواس. أفتوني أفادكم الله كيف أكفر عن قسمي هل أكفِّر لمرة أو لـ400 مرة؟ وجزاكم الله خيراً.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد، فيكفيك أيها السائل الكريم أن تكفِّر عن يمينك مرةً واحِدة، وتجنَّبْ الوسوسة في جميع عملك، وأكْثِرْ من الاستعاذة بالله من وسوسة الشيطان، {وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ}. قال ابن كثير رحمه الله: “أمَرَه أنْ يستَعِيذَ من الشياطين؛ لأنهم لا تنفع معهم الحيل، ولا ينقادون بالمعروف. وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، من هَمْزه ونَفْخه ونَفْثه) وقوله {وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ} أي: في شيء من أمري؛ ولهذا أمر بذكر الله في ابتداء الأمور؛ وذلك مَطْرَدَةٌ لِلشياطينِ عند الأكلِ والجماعِ والذبحِ وغيرِ ذلك من الأمُور”. [تفسير ابن كثير 5/492]. ولْيَكُنْ لِسانُك رطباً بذِكر الله؛ ففي هذا شفاؤك إن شاء الله وطُمُأنينتُك {الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوب}