العبادات

فعل الأمر أم إجتناب النهي

أيهما أفضل الإتيان بما أُمر به أو الانتهاء عما نُهي عنه حسب ما جاء في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم {ما نهيتكم عنه فاجتنبوه، وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم} وجزاكم الله خيراً

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

فقد قرر أهل العلم في قواعدهم أن {اجتناب النواهي آكد وأبلغ في القصد الشرعي من الأوامر} وفرَّعوا على ذلك جملة من القواعد؛ كقولهم: درء المفاسد مقدَّم على جلب المصالح، وقولهم: إذا تعارض المحرَّم وغيره من الأحكام الأربعة قدِّم المحرَّم، وقولهم: ترك المنهيِّ مقدم على فعل المأمور، وقولهم: إذا تعارض الواجب والمحرَّم قدم المحرَّم، وقولهم: ترك المستحب أولى من ارتكاب المكروه، وقولهم: الاحتياط في طلب السلامة آكد من الطمع في الزيادة، وقولهم: إذا استوى الجانب المفسد والمجوِّز فيغلب المفسد احتياطاً للعبادة، وقولهم: ترك السنة أولى من إتيان البدعة، وقول الإمام أحمد رحمه الله تعالى: ما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم عندي أهون مما نهى عنه. وقول سهل بن عبد الله التستري رحمه الله تعالى: لا يجتنب الآثام إلا صدِّيق مقرب، وأما أعمال البر فيعملها البر والفاجر. وقول الحسن البصري رحمه الله تعالى: ما عُبِّد العابدون بشيء أفضل من ترك ما نهاهم الله عنه.

ومن التطبيقات النبوية على ذلك ما كان منه صلى الله عليه وسلم في تركه بناء البيت على قواعد إبراهيم خوف أن يرتد بعض الناس، وتركه قتل عبد الله بن سلول خشية أن يتحدث الناس أن محمدً صلى الله عليه وسلم يقتل أصحابه، وتركه قتل لبيد بن الأعصم الذي سحره، وتركه قتل ذي الخويصرة التميمي، وفي كل هذه الحوادث غلب جانب درء المفسدة على تحصيل المصلحة. والله تعالى أعلم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى