صيغ الصلاة والسلام على رسول الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. شيخنا الكريم نسأل الله أن يجزيك خير الجزاء
السؤال عن صفة أو صيغة الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأعني بالصلاة عليه في غير وقت الصلاة أي في غير التشهد، وهل هناك صيغة معينة؟ وهل الصيغتان أدناه صحيحتان:
الأولى: اللهم صل على محمد وآل محمد كما صليت علي إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد.
الثانية: اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد.
فالصيغتان كلتاهما صحيحة، وكلتاهما يؤجر قائلهما، والصيغة الأولى أفضل من الثانية؛ لأنها هي التي تعلمها الصحابة من النبي عليه الصلاة والسلام؛ ومهما يكن من أمر فالمطلوب هو أن يجمع الإنسان بين الصلاة والتسليم؛ استجابة لأمر الله حين قال {صلوا عليه وسلموا تسليما} وهناك صيغ ثابتة كلها، من أتى بواحدة منها أجزأته على الكمال، وهي:
أولاً: ما رواه البخاري ومسلم عن أبي حميد الساعدي رضي الله عنه أنهم قالوا: يا رسول الله كيف نصلي عليك؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسـلم “قولوا اللهم صلِّ على محمد وأزواجه وذريته كما صليت على آل إبراهيم، وبارك على محمد وأزواجه وذريته كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد”
ثانياً: ما رواه البخاري عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: لقيني كعب بن عجرة رضي الله عنه فقال: ألا أهدي لك هدية سمعتها من النبي صلى الله عليه وسـلم؟ فقلت: بلى فأهدها لي. فقال: سألنا رسول الله صلى الله عليه وسـلم فقلنا: يا رسول الله كيف الصلاة عليكم أهل البيت؛ فإن الله قد علمنا كيف نسلِّم عليكم؟ قال “قولوا: اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد”
ثالثاً: ما رواه مسلم عن أبي مسعود الأنصاري قال: أتانا رسول الله صلى الله عليه وسـلم ونحن في مجلس سعد بن عبادة؛ فقال له بشير بن سعد: أمرنا الله تعالى أن نصلي عليك يا رسول الله؛ فكيف نصلي عليك؟ قال: فسكت رسول الله صلى الله عليه وسـلم حتى تمنينا أنه لم يسأله، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسـلم “قولوا: اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد”
رابعاً: ما رواه أبو داود عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسـلم قال “من سرَّه أن يكتال بالمكيال الأوفى إذا صلى علينا أهل البيت فليقل: اللهم صلِّ على محمد وأزواجه أمهات المؤمنين وذريته وأهل بيته كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد”
خامساً: ما رواه ابن ماجه عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال “إذا صليتم على رسول الله صلى الله عليه وسـلم فأحسنوا الصلاة عليه؛ فإنكم لا تدرون لعل ذلك يعرض عليه” قال: فقالوا له: فعلِّمنا؟ قال: قولوا: “اللهم اجعل صلاتك ورحمتك وبركاتك على سيد المرسلين وإمام المتقين وخاتم النبيين محمد عبدك ورسولك إمام الخير وقائد الخير ورسول الرحمة اللهم ابعثه مقاماً محموداً يغبطه به الأولون والآخرون، اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد”
سادساً: ما رواه الإمام أحمد عن أبي مسعود عقبة بن عمرو رضي الله عنه قال: أقبل رجل حتى جلس بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسـلم ونحن عنده؛ فقال: يا رسول الله أما السلام عليك فقد عرفناه؛ فكيف نصلي عليك إذا نحن صلينا في صلاتنا صلى الله عليك؟ قال: فصمت رسول الله صلى الله عليه وسـلم حتى أحببنا أن الرجل لم يسأله فقال “إذا أنتم صليتم عليَّ فقولوا: اللهم صل على محمد النبي الأمي وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم، وبارك على محمد النبي الأمي كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد”
سابعاً: ما رواه الإمام أحمد عن بريدة الخزاعي رضي الله عنه قال: قلنا يا رسول الله: قد علمنا كيف نسلِّم عليك فكيف نصلي عليك؟ قال “قولوا اللهم اجعل صلواتك ورحمتك وبركاتك على محمد وعلى آل محمد كما جعلتها على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد” والعلم عند الله تعالى