الاختلاف بين الجماعات السلفية
أنا في حيرة من أمري؛ أولاً أنا أتصفح المواقع الإسلامية في الانترنت، وأجد اختلافاً شديداً بين كل جماعة وأخرى؛ فالسلفيون مختلفون في بعضهم سروريون- بلاغيون وغيرهم، وتجد المقالات في فضح محمد سرور ومحمد عبد الوهاب وابن باز وسيد قطب ومحمد حسان وعمرو خالد، وكل من نثق فيهم تجد من يذمهم؛ أفتوني ماذا أفعل حيال هذا الوضع؟ والله تشككت في كل واحد فيهم مع أن مصادرهم واحدة!!
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.
فإني أنصحك ـ أخي في الله ـ بأن تدعو ربك جل جلاله بما كانوا يدعو به النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم {اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل، فاطر السموات والأرض، عالم الغيب والشهادة،، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك؛ إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم} وأكثر من الدعاء الشريف {يا مقلِّب القلوب ثبِّت قلبي على دينك} {اللهم اجعلني لك ذكاراً، لك شكاراً، لك مطواعاً، لك مخبتاً، إليك أواهاً منيبا، اللهم تقبل توبتي، واغسل حوبتي، وأجب دعوتي، وثبت حجتي، واهد قلبي، واسلل سخيمة صدري}
ثم اعلم ـ أخي ـ أن عامة من ذكرت على خير وهدى وبر وإحسان، وقد نفع الله بهم من شاء من خلقه؛ حيث شاع علمهم، وذاع فضلهم، وأجرى الله ألسنة الناس بالثناء عليهم {فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا} وليسوا هم سواء بل بعضهم أفضل من بعض علماً أو عملاً، وما هم بالمعصومين، بل كلٌ يخطئ ويصيب، لكن من غلب صوابه على خطئه ظننا به خيراً، ودعونا له بالمعافاة، وناصحناه فيما أخطأ فيه، وإن كان ممن نزل بهم الموت نبهنا على ما وقع فيه من خطأ من غير تشهير ولا تجريح ولا هضم لفضله، هذا هو مسلك المنصفين الطيبين، وهذا الذي كان عليه سلف الأمة الأبرار.
أما إدمان الوقيعة في أهل العلم والدعوة والتشهير بهم فهو مسلك نابتة السوء ممن سلم منهم اليهود والنصارى، ولم يسلم منهم أهل الخير والدعوة والجهاد، فشهَّروا بهم وسلقوهم بألسنة حداد أشحة على الخير، نعوذ بالله من الهوى والضلال، فيا أخي الكريم: انتفع بمن ذكرت وبغيرهم من أهل العلم والفضل، وسل الله أن يهديك صراطاً مستقيماً، ولا تسمع لأولئك ممن يسوءهم اجتماع الناس على الهدى، ولا يرون إلا من منظار أسود، يبرز المساوئ ويضخمها ويستر المحاسن ويهضمها؛ فهم كما قال الأول:
صم إذا سمعوا خيراً ذكرت به وإن ذكرت بسوء عندهم أذنوا
نسأل الله أن يجمع المسلمين على الحق، وأن يؤلف بين قلوبهم، وأن يصلح ذات بينهم، والله تعالى أعلم.