العبادات

الإستعاذة والبسملة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. فضيلة شيخنا الفاضل الدكتور: عبد الحي يوسف حفظكم الله ووفقكم وسدد خطاكم ونفع الله بكم العباد والبلاد وكثر من أمثالكم.

السؤال: في قراءة القرآن إذا أردت أن أقرأ كل يوم جزء هل لي أن أستعيذ وأبسمل إذا كان الجزء ليس ببداية سورة؟ أم أستعيذ فقط؟ مثلاً الجزء الثاني يتبع لسورة البقرة فعند بداية القراءة أي بداية الجزء الثاني هل أبدأ بالاستعاذة فقط أم أستعيذ وأبسمل وأبدأ القراءة؟

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد.

أما الاستعاذة فهي مطلوبة قبل كل قراءة؛ لقوله تعالى {فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم} وصيغتها المسنونة: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، أو: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، أو: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من نفخه ونفثه وهمزه.

وأما البسملة فهي مطلوبة في أوائل السور عدا سورة براءة؛ وأما إذا ابتدأت القراءة من وسط السورة فخير لك أن تأتي بالبسملة كذلك؛ لأنها آية من القرآن فيها تسعة عشر حرفاً لك بكل حرف عشر حسنات، والله يضاعف لمن يشاء. قال الإمام الشاطبي رحمه الله تعالى: ولا بدّ منها في ابتدائك سورة … سواها وفي الأجزاء خيّر من تلا

قال الشيخ العلامة عبد الفتاح القاضي رحمه الله تعالى في شرح كلام الشاطبي: الضمير في (منها): يعود على البسملة وفي (سواها): يعود على براءة، و(سورة): منصوب على نزع الخافض، لما ذكر في الأبيات السابقة مذاهب القراء بين السورتين ذكر هنا مذهبهم في ابتداء السور، فقال: إذا ابتدأت قراءتك بأول سورة من سور القرآن فلا بد من الإتيان بالبسملة لجميع القراء سواء في ذلك من مذهبه البسملة بين السورتين، ومن مذهبة وصل السورة بأول التالية، ومن مذهبه التخيير بين الوصل والسكت والبسملة. فالقراء متفقون على البدء بالبسملة في ابتداء أي سورة، وهذا الحكم عام في الابتداء بأي سورة من سور القرآن إلا براءة فلا بسملة عند الابتداء بها لأحد من القراء. وقوله (وفي الأجزاء خيّر من تلا) يصح قراءة (خير) بالبناء للفاعل.

والمعنى: خيرَّ أهل الأداء القارئ إذا ابتدأ قراءته بشيء من أجزاء السور بين الإتيان بالبسملة وتركها. ويصح قراءة خير بالبناء للمفعول.

ومن المعنى: خير القارئ إذا ابتدأ بشيء من أجزاء السور بين الإتيان بالبسملة وتركها، وذلك لجميع القراء. ولا فرق في هذا الحكم بين أجزاء براءة وأجزاء غيرها من السور، واستثنى بعضهم أجزاء براءة فمنع من الإتيان فيها بالبسملة، وألحق أجزاء السورة بأولها في عدم جواز الإتيان بالبسملة. والمراد بأجزاء السور: ما بعد أوائلها ولو بآية أو كلمة، فيدخل في ذلك: أوائل الأجزاء المصطلح عليها، وأوائل الأحزاب والأعشار. وأول كل آية ابتدأ بها غير أول آية في السورة. ا.هـــــ والله تعالى أعلم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى